أمن المخيمات أولاً؟
بقلم: ليال أبو رحال
على الرغم من أنّ أصابع الاتهام توجّهت مباشرة الى عناصر "جند الشام" في عمليتي الاغتيال المتتاليتين اللتين استهدفتا مرافقين شخصيّين لقائد الكفاح المسلّح في مخيم عين الحلوة محمود عيسى الملقب بـ "اللينو"، خلال أقل من أسبوع، إلا أنّ أوساطاً مطّلعة في حركة "فتح" فضّلت التريّث بانتظار ما ستظهره التحقيقات، في وقت أعلن فيه اللينو أنّ أسماء المشتبه بهم معروفة وأنّ معطيات كاملة بحوزته، سيتمّ الافصاح عنها في الوقت المناسب.
وفيما شهد المخيّم أمس حالة من الحذر الشديد والترقب، وسط معطيات عن نزوح عدد كبير من قاطني حي الطوارئ، وهو الحي الذي يقطنه عناصر من "جند الشام و"فتح الاسلام"، نتيجة تخوّفهم من اشتباكات محتملة، أكدت مصادر فلسطينيّة لموقعنا أنّ "اجتماع الفصائل الفلسطينيّة والقوى الاسلاميّة الذي عقد في منزل القائد العام لحركة "فتح" في لبنان اللواء منير المقدح أمس خرج بإجماع جميع المشاركين على وجوب رفع الغطاء السياسي عن المتورطين وتسليمهم الى الجيش اللبناني".
ويثير توتير الوضع في مخيم عين الحلوة، في ظلّ الظروف المحليّة والاقليميّة الدقيقة، تساؤلات حول الحجم الحقيقي لتنظيمَي "جند الشام" و"فتح الاسلام" ووجودهما داخل المخيّم، فيما كان قادة الفصائل الفلسطينيّة أكدوا مراراً القضاء على هذين التنظيمين، وتحديداً "جند الشام"، بشكلٍ تام. ولا تنكر المصادر عينها وجود عناصر تابعة لهذا التنظيم، من دون أن يعني ذلك أنّ التنظيم لا يزال فاعلاً وقائماً.
وفي حين لاقى الوضع الأمني في مخيم عين الحلوة قراءات عدّة من الجانب اللبناني، وربط البعض بينه وبين حوادث إطلاق الصواريخ جنوباً والاعتداء على "اليونيفيل" وصولاً الى الأزمة السوريّة، إلا أنّه يبدو واضحاً الحرص اللبناني، كما الفلسطيني، على تحييد المخيّمات والحفاظ على أمنها أولاً.
المصدر: ليبانون فايلز