القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

أن تكون فلسطينياً في لبنان! المخيمات والمدافن لا تتّسع

أن تكون فلسطينياً في لبنان! المخيمات والمدافن لا تتّسع

سامر منّاع

"أن تكون فلسطينيا في لبنان!" لسامر منّاع، مشاهدات استمدها من واقع حياة اللاجئين في لبنان، خصوصا أهالي المخيمات. اذا هي قصص واقعية "صور ومشاهد حقيقية مركبة في قصص مستوحاة من حياة الفلسطينيين نتيجة الحرمان من حقهم في العودة الى وطنهم فلسطين ومن الحقوق الإنسانية في لبنان.

راوحت بين اقصوصات ومشاهدات يومية لحركة ونشاط ودورة حياة العائلات في المخيمات، بما فيها التفاصيل اليومية للمرأة في شبه البيت الذي تقيم فيه وللزوج والابن في العمل. وليس ضروريا الحديث عن واقع مؤلم وأمّية متفشية وبطالة مقنعة او حقيقية مرتفعة في الحالين ومرض بلا علاج وعمالة محدودة ببعض المهن.

كتب منّاع قصصه ومشاهداته بدم الشهادة الفلسطينية التي لم تتوقف منذ النكبة عام 1948 وحتى الآن، وبقدر سهولة الموت يواجه الفلسطينيون صعوبة في ايجاد أماكن في المدافن المخصصة لهم، فهي مزدحمة بقدر ازدحام المخيمات ذات أعلى النسب في العالم في الكثافة السكانية.

والفلسطينيون في لبنان، كما في غيره، وككل اللاجئين في العالم أحزانهم كبيرة وأفراحهم صغيرة، كما أموالهم، وترفيههم وأحلامهم.

وإذ تعبر القصص والمقالات التوجيهية الهادفة لاعلان فكرة وتحديد موعظة واطلاق رأي، فانها تحدد معلومات واحصاءات عامة عن أوضاع المخيمات وواقعها المزري. وترتجي من كشف المأساة الكبرى والمآسي المتفرعة منها كمأساة "فاقدي الاوراق الثبوتية" وظلم اللبنانيات المتزوجات من فلسطينيين مثالا لا حصرا، ان تظهر التعديلات القانونية المطلوبة كي يصبح وضع الفلسطينيين في لبنان أكثر انسانية.

ويعدد مناع في المقالات المسائل التي تنتهك فيها حقوق الفلسطينيين في لبنان صحيا وتربويا واجتماعيا وسياسيا. ومنها عدم القدرة على تملك منزل، أو دخول مستشفى إلا بكفالة مالية باهظة، وأعمالك محدودة كذلك أجرك، وأن تسكن في براكسات حديد، وان تكون عرضة للشبهة ... "ويعني ان تكون سعيدا جدا حيث ترى اللبنانيين على اختلاف تلاوينهم متضامنين مع ضقيتك الى أبعد الحدود، وان تكون حزينا جدا لأن اكثرهم متفقون ألا يعطوك ولو حقا واحدا من حقوقك كانسان في لبنان".

وكتبت بيان نويهض الحوت في التقديم ان الكتاب "يضم قصصا واقعية قصيرة وتحقيقات ومشاهدات صاغ الكاتب كلا منها لتحقيق هدف مشترك، هو تعريف القارئ بطبيعة حياة الفلسطينيين في لبنان، في معيشتهم اليومية وصعوباتها، ومعاناتهم في مختلف نواحي الحياة من نفسية وصحية وتربوية ومجتمعية فهو قد تمكن في الوقت نفسه من ان يحقق هدفا آخر - وإن بدا انه لم يكن ساعيا اليه – فهناك اكثر من قصة في كتابه هذا، تقرع أبواب الادب العالمي، فكرة وصياغة وبراعة في التعبير عن أروع المشاعر الانسانية، على طبيعتها وحقيقتها بالقليل من الكلام".

وفي مقال يورد الكاتب ان للاجئين الفلسطينيين مظلات ذات قياسات محددة تلائم أزقة مخيماتهم، على ان تكون ألوانها فاقعة لتعويض ظلمة الزواريب.

من المفارقات في حياة الفلسطينيين في لبنان أن المخيمات لم تعد تتسع لهم كما أن المدافن لم تعد تتسع لهم، فمأساة الحياة تمتد الى ما بعد الموت.

المصدر: النهار