أوقفوا الانهيار وتبرؤوا من العار
د. فايز أبو شمالة
أصدرت حركة الجهاد الإسلامي بياناً تدين فيه مبادرة السيد محمود عباس
بالتوجه إلى مجلس الأمن، وتعد ذلك تفريطاً بالحقوق الفلسطينية، وأدانت الحركة
التنسيق الأمني مع العدو الإسرائيلي، وكانت حركة حماس قد أصدرت البيان نفسه، وإن
اختلفت الصياغة، وقد تضمن فقرات من بيان الجهاد الإسلامي، ومن ذلك الرفض المطلق
لمواصلة المفاوضات التي تهدر الوقت لمصلحة المستوطنين الصهاينة، وهذا ما توافقت
عليه الجبهة الشعبية في بيانها الذي لا يختلف بمضمونه عن بيان الحركتين، ولا يختلف
عن بيان الجبهة الديمقراطية، ولا يختلف عن بيان حزب الشعب، وعن تصريحات الأمين العام
لجبهة النضال الشعبي، وآخرين كثر على المستوى التنظيمي والشعبي.
فمن تبقى من القوى والفصائل الفلسطينية يدعم مبادرة السيد محمود عباس؟!،
من تبقى من حركة فتح نفسها يستحث الخطى السياسية خلف مبادرة السيد عباس؟!، وقد
أفادت الأنباء أن الأسير مروان البرغوثي أعلن رفضه مبادرة عباس شكلاً ومضموناً،
وقد عبر عن الرفض نفسه الأسير المحرر سمير المشهراوي الذي تحدث عبر فضائية
الكوفية، وقال: "ما كان لحركة فتح أن تتصدر القرار الفلسطيني إلا بعد أن رفعت
البندقية، ولا قيمة لحركة فتح دون بندقية، وحركة فتح ضد التنسيق الأمني، وضد اللهاث
غير المجدي خلف مفاوضات عبثية".
فمن تبقى يؤيد مبادرة السيد عباس؟!، من تبقى يدعم الرجل الذي انفضت من
حوله معظم التنظيمات، ومن يمثلها في اللجنة التنفيذية؟!، من تبقى مع الرجل الذي
انتقد صيغة مبادرته معظم أعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح؟!، من تبقى مع الرجل
الذي اعترض على مبادرته التي قدمت إلى مجلس الأمن بنكهة فرنسية وأمريكية حتى صارت
غير واضحة المعالم، وصارت هلامية المضمون، تائهة في بحار الزمن الممتد من رام الله
حتى واشنطن؟!
هذا الإجماع الوطني والشعبي على رفض مبادرة السيد محمود عباس يجب ألا يظل
في إطار الكلام النظري والنقد في البيانات، الرفض العام والشامل والجامح لتفرد
السيد عباس بالقرار السياسي يجب أن يتجسد في مؤتمر شعبي تبادر بالدعوة إليه القوى
السياسية والفصائل والتنظيمات والتجمعات السياسية، وأعضاء المجلس التشريعي، على أن
تدعى للمؤتمر كل الشخصيات الوطنية والسياسية والتنظيمية والاجتماعية؛ ليقف الجميع
صفّاً واحداً ضد الاستخفاف بمصير الأجيال، مع ضرورة كشف عورة كل تنظيم يتأخر عن
تلبية الدعوة، واتهامه بالشراكة في الانهيار، وتلطيخ سيرة الوطن بالعار.
المصدر: فلسطين أون لاين