إغلاق مشفى أم إغلاق ملف "اللجوء الفلسطيني"؟
بقلم: د.عصام شاور
قرأت خبرا طالبت فيه اللجان الشعبية للاجئين في مخيمات قطاع غزة وكالة
غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بممارسة مهامها وتوفير الكهرباء
اللازمة لمخيمات اللاجئين، داعية الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش للتدخل
السريع لإنقاذ غزة من هذه الكارثة.
هذا الخبر فيه مناشدة لمؤسسة أممية مهمتها واضحة وجلية، وهي رعاية شؤون
اللاجئين الفلسطينيين أينما كانوا، مناشدة تخص فئة منكوبة تعيش في قطاع غزة الذي كل
سكانه يعانون كارثة إنسانية جراء حصار إسرائيلي مفروض عليه منذ أكثر من عشر سنوات،
الكارثة لا تتوقف على انقطاع التيار الكهربائي أكثر من عشرين ساعة يوميا، ولا على ندرة
المياه الصالحة للشرب أو حرمان المرضى من الدواء والعلاج في الداخل والخارج بل هي كارثة
على جميع المستويات التي يمكن تخيلها، والمجتمع الدولي يعلم ذلك ولديه تقارير كافية
على سوء الأوضاع في غزة وكذلك هم المانحون والمساهمون في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين
الفلسطينيين، أي أن من نناشدهم لدعمنا فيهم من يشارك في حصارنا ويساند العدو الإسرائيلي
في حربه ضد شعب أعزل في غزة بل وضد الكل الفلسطيني.
لو انتقلنا إلى الضفة الغربية لوجدنا وكالة غوث وتشغيل الفلسطينيين لديها
مشروع قرار بإغلاق المشفى الوحيد الذي تديره في الشرق الأوسط وهو " مستشفى الوكالة"
في مدينة قلقيلية ويخدم مئات الآلاف من سكان الضفة الغربية وخاصة مخيماتها، وهذا القرار
جاء بعد سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى تخفيض الخدمات التي يقدمها مستشفى الوكالة
وقد حذرنا حينها من المخططات التي تخفيها "أونروا".
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في بدايتها كانت مثل أداة
" تخدير" للشعب الفلسطيني حتى يتحمل الصدمة التي لحقت به جراء الاحتلال الإسرائيلي
لفلسطين، الآن يبدو أن دورها انتهى وبدأت تنسحب رويدا رويدا ليتم إغلاق ملف اللجوء
الفلسطيني في الداخل والخارج، حيث لم يعد مقبولا بالنسبة لدولة الاحتلال " إسرائيل"
تداول كلمة " لاجئ" ومشتقاتها، هناك خطة لإغلاق ملف اللاجئين الفلسطينيين
لأنه أكبر الشواهد على جريمة الاحتلال الإسرائيلي وعلى تمسك الشعب الفلسطيني بأرضه
رغم مرور عشرات السنوات على احتلالها.
أنا مع مطالبة وكالة الغوث بإيجاد حلول للكهرباء والمياه وغيرها ومع مطالبتها
بالتراجع عن قرار إغلاق مشفى الوكالة في قلقيلية ولكن لا بد من التحذير من التعامل
مع الوكالة فقط كرد فعل على تقصير في جانب ما وإغفال سياستها الواضحة في الانحياز للمحتل
الإسرائيلي وبما يتعارض مع مصالح الشعب الفلسطيني، يجب علينا ألا نغفل أن كثيرا من
الدول التي تتآمر على شعبنا هي ذاتها من تقدم الفتات من خلال وكالة الغوث وتحاول إغلاق
ملف اللاجئين بشكل تدريجي، إذن لنخاطب تلك الدول مباشرة وبلسان مبين ونخاطبها كمحاصر
ومتآمر على الشعب الفلسطيني وليس عبر وكالة الغوث فقط.