القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

إلى أين يجري النهر البارد

إلى أين يجري النهر البارد


/cms/assets/Gallery/1184/1453436_10151834747987669_1889187292_n.jpg

هشام يعقوب

لا أريد أن أستفيض كثيرًا بسرد ماضي المأساة التي ألمت بنهر البارد عام 2007، والتي لا يزال نزيفها هادرًا في جسد هذا المخيم حتى هذه اللحظة، ولا أريد أن أتوقف عند تزايد الأحداث والمشاكل المؤلمة والمحزنة التي شهدها المخيم في الأشهر القليلة الماضية ولا سيما حوادث القتل والطعن والشِّجار، ولكني أريد أن أسأل عن المستقبل.

أي مستقبل يتنظر نهر البارد؟ لا يوجد لجنة أمنية في المخيم لفرض الأمن والقانون الذي لا يفرض بالتراضي، والدولة تراقب من بعيد في موقع الحاضر الغائب الذي يعاني من عدم القدرة على فرض الأمن في المناطق اللبنانية، واللجنة الشعبية مع الفصائل والقوى والمشايخ والمنظمات المدنية والأهلية المختلفة لا تملك إمكانية فرض الحلول التي تصب في مصلحة المخيم، والأونروا تتجه نحو مزيد من تقليص الخدمات والتنصل من المسؤوليات وصولاً لسحب يدها من ملف المخيم المنكوب.

ليس من باب التشاؤم، ولكن من باب الحرص والمسؤولية أقول إن المخيم سيفقد مناعته الاجتماعية والأمنية والأخلاقية بعد مدة ليست طويلة. تردّي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والصحية والتعليمية والأمنية نتيجة الحالة العسكرية التي تفرضها الدولة، وسحب الأونروا يدها من المخيم، وتراجع قدرة الفصائل والقوى والمشايخ على الحلّ والربط والتأثير ستجعل من نهر البارد بؤرة للفساد، والاقتتال، والانحطاط... وهذا هو الدمار الحقيقيّ للمخيم.

المخاطر كبيرة علينا وعلى أبنائنا وبناتنا وأجيالنا، والحلّ أكبر وأعقد من أن يتصدى له شخص أو حزب أو طرف بعينه، والمسؤولية تقع على عاتق جميع المخلصين والعقلاء لنسأل معًا: إلى أين يجري نهرنا البارد؟ وماذا يمكن أن نفعل لنجعله يصبّ في مصلحة أهله اللاجئين المنكوبين مرتين، وأصحاب القضية والحق بالعودة. وإن لم نقف وقفة جادة ومسؤولة ومخلصة سيجرفنا جميعًا هذا النهر الغاضب من اللون الأحمر...لون الدماء التي شوهت وجهه الفضيّ الناصع كبحر عكا!.

رابطة الإعلاميين الفلسطينيين في لبنان