القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

إنتخابات الاونروا وتحديات المرحلة المقبلة

إنتخابات الاونروا وتحديات المرحلة المقبلة

بقلم: محمد أبو ليلى

بعد اكثر من ست سنوات على الطلاق السياسي بين حركتي فتح وحماس ومحاولة الدول العربية ومنها مصر وقطر واليمن والسعودية إعادة المياه الى مسارها الصحيح لتصالح الحركتين، وإنعاكس تعثر المصالحة الفلسطينية على الساحة اللبنانية لعدم إمكانية تشكيل مرجعية فلسطينية موحدة تقود اللاجئين الفلسطينيين في لبنان والذي تقدر اعدادهم وبحسب إحصائيات الاونروا الاخيرة حوالي 455,323 لاجئ فلسطيني فإن حماوة التنافس عالية جداً بين اكبر فصيلين فلسطينيين في إنتخابات اتحاد العاملين في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الادنى "الاونروا".

وسيقترع حوالي 3500 موظفاً وعاملاً في وكالة الاونروا في لبنان موزعين على ثلاث قطاعات هي المعلمين والخدمات العامة والعمال لإختيار ممثليهم في الاتحاد حيث يدلي نحو ألفي معلم بأصواتهم لانتخاب ثلاثة وخمسين مندوبا وما يقارب تسعمئة موظف 32 مندوبا بينما ينتخب نحو 550 عاملا سبعة عشر مندوبا ليشكلون مجالس المندوبين المجلس التنفيذي الذي يضم تسعة أعضاء والذي ينتخب مرة كل ثلاث سنوات.

إلا السؤال الذي دائماً يطرح هو عن مرحلة ما بعد الانتخابات بغض النظر إن كان الفوز لحماس أولفتح او لاي جهة فلسطينية مستقلة اخرى؟

فمن المعروف ان هناك ظلم يمارس في الاونروا، وان هناك غياب لأمان الوظيفي للعاملين في مختلف القطاعات وبقاء نسبة كبيرة في دائرة الخطر والصرف التعسفي من وظيفته، ومنع الحديث في الامور السياسية ذلك وبحسب الإنتماء السياسي وغياب تعليم تاريخ فلسطين وجغرافيتها وغياب هذه المادة منذ أوائل التسعينيات من القرن الماضي.

ومن المعروف ايضاً ان الفساد المالي والإداري منشتر بشكل كبير داخل صفوف الاونروا وان الطبيب في العيادة قد يدخل موسوعة غينيس كأسرع دكتور يعاين المريض ويقدم له الدواء المناسب لمرضه، وان البنى التحتية داخل المخيمات سيئة للغاية ويكاد المخيم يتحول الى بركة مياه كبيرة نتيجة اعطال الصرف الصحي وان هناك نسبة عالية من التسرب المدرسي حوالي 11000 طالب خلال العشرة سنوات الاخيرة وان نسبة الامية وصلت الى 25.5% داخل اوساط اللاجئين الفلسطينيين في لبنان.

امام كل هذه التحديات، يتطلب من اللوائح الفائزة بغض النظر عن لون او الفصيل او الفكر، التعاون والتوحد مع كافة الاطراف من أجل إيجاد حلول مناسبة تحل بها مشاكل ومعاناة اللاجئين الفلسطينين في أماكن تواجدهم على الساحة اللبنانية إن كان في التعليم او الخدمات او الطبابة من جهة وإلغاء كافة مظاهر الفساد الإداري والمالي وتحسين الآداء وإلغاء التمييز داخل اروقة مكاتب الاونروا من جهة اخرى. وفي كل الاحوال فإن اللعبة المجراة الان ديمقراطية والضمائر الحية وحدها القادرة على تغيير المسار وتحسين الآداء.