القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

اتفاقية الدفاع عن المقدسات

اتفاقية الدفاع عن المقدسات

أ.د. يوسف رزقة

اتفاقية الدفاع عن القدس والمقدسات. هذا هو العنوان الإعلامي الذي أطلق على الاتفاقية التي وقعها محمود عباس رئيس السلطة مع عبد الله الثاني ملك المملكة الهاشمية في 31/3/2013م. ولكن نص الاتفاقية يتحدث فقط عن الأماكن المقدسة وليس القدس، حيث يقول السطر الأول بعد البسملة: (اتفاقية بين جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين صاحب الوصاية وخادم الأماكن المقدسة في القدس)، وتتحدث منطلقات الاتفاقية عن الأماكن المقدسة فتذكر المسجد الأقصى بمساحته 144 دونماً، وبطريركية الروم الأرثوذكس، وترى الاتفاقية أن (رعاية الملك للمقدسات تجعله أقدر على العمل للدفاع عن المقدسات وصيانة المسجد الأقصى).

النقطة الأولى: إذاً الاتفاقية لا تتحدث عن القدس كمدينة وجغرافيا، وإنما عن المقدسات الموجودة في المدينة، وبالذات المسجد الأقصى (؟!) وهذا في حد ذاته نقص في الاتفاقية، ونقطة ضعف فيها، ومن ثمة لم يعترض الطرف الصهيوني المحتل للمدينة على الاتفاقية، وعدم الاعتراض يعني له عدم الإضرار به.

النقطة الثانية: إن الأردن احتفظ لنفسه برعاية المقدسات في القدس حيث أعلن الملك حسين عن فك الارتباط مع الضفة في 31/6/1988م، ومن ثمة يمكن القول إن الاتفاقية الجديدة في 31/6/2013م، التي اختير تاريخها بعناية لم تأت بجديد، فالوصاية الأردنية لملك الأردن قائمة وهي في نظره وصاية تمتد في التاريخ إلى الشريف الحسين بن علي، لذا من حق المراقبين أن يسألوا عن الجديد؟ وعن المبرر؟ وعن التوقيت؟ ولماذا ؟.

النقطة الثالثة: جميع مواد الاتفاقية وهي ثلاثة تتحدث عن رعاية وعن إدارة، وعن وصاية، وعن متابعة، وعن خدمة للأماكن المقدسة يقوم بها الأردن، غير أن المادة 3- بند (1) تتحدث عن مصير القدس، وتجعله في يد حكومة دولة فلسطين؟! تقول المادة:( لحكومة دولة فلسطين، باعتبارها المجسدة لحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، ممارسة السيادة على جميع أجزاء إقليمها بما في ذلك القدس!). وهذه جملة سياسية لا علاقة لها بالرعاية والصيانة والخدمة، فلماذا جاءت هذه الجملة في ثنايا اتفاقية رعاية وخدمة؟!.

هل ثمة في الأفق قادم جديد للقدس يتبلور قدومه على نار هادئة بزيارة أوباما العزيز الأخيرة للمنطقة، ولمشروعه في إعادة الأطراف إلى مائدة المفاوضات والتسوية بمشاركة أردنية؟! هل حقاً الدين الآن للأردن، والسياسة لدولة فلسطين ؟! هل يتذكر الأردن كامب ديفيد (2) في عهد الراحل ياسر عرفات، ويريد أن ينأى بنفسه عن كامب ديفيد (3) في عهد الرئيس أوباما؟!، هل الاتفاقية تحمل حمولة سياسية لتسهيل مهام محمود عباس التفاوضية؟! أم لا ؟!.

وأخيراً لماذا لم يوقع القادة العرب في قمتهم 24 في 26/3/2013 على اتفاقية الدفاع عن المقدسات وهم الذين خصصوا ملياراً لدعم أهلنا في القدس وبهذا يقف العرب كافة خلف الملك ورئيس السلطة في مسألة القدس. إن ما ورد عن الدين والمقدسات في الاتفاقية لا يثير أسئلة، ولكن الحملة السياسية والتوقيت ربما يثيران أسئلة استيضاحية لازمة، وهذه دعوة لأصحاب المسؤولية لتطميننا.

فلسطين أون لاين، 3/4/2013