اتفاق أوسلو من وجهة النظر القانونية بالعموم وأثره على قضية اللاجئين وحق العودة
الدكتور انيس القاسم
بداية اؤكد باني لست اعارض انضمام منظمة التحرير الفلسطينية او فلسطين الى هيئة الامم المتحدة كعضو كامل العضوية شانها شان باقي الدول وثانيا ابتهل الى الله سبحانه وتعالى ان يثبت من انني مخطئ في كل الاستنتاجات التي توصلت اليها وانا ابحث في هذا المسار الذي تقوم به القيادة الفلسطينية الحالية ويظل السؤال يلح علي هل نحن بحاجة الى هذا المسار هل هو ما نحتاج اليه في هذه المرحلة هذا السؤال قادني الى الاستنتاج الذي سوف اوثقه في استعراضي الى ان ما تقوم القيادة الفلسطينية الحالية والاخ محمود عباس على نحو خاص اشبه بمن يقوم بصلاة الاستسقاء حين لا نرى غيوما ولا نستبشر خيرا، نقلب العباءة او نذهب الى البيادر ونصلي لله سبحانه وتعالى ان يسوق الينا الغيم والمطر فهذا هو حال القيادة الفلسطينية الان هي تقوم بصلاة استسقاء بعد ان جفت بفعلها ومن صنعها كافة الطرق المؤدية الى انجازات ذات معنى في القضية الفلسطينية. تود القيادة الفلسطينية ان تذهب الى هيئة الامم طالبة الانضمام بعضوية كاملة وقد شرح الدكتور المجذوب حول هذه الشروط ولا داع لتكرارها، لماذا نحتاج الى وضع دولة كاملة العضوية في هيئة الامم بعد ان انجزت منظمة التحرير منذ عام 1947 حتى الان انجازات لم يسبق لها مثيل، في العام 74 قبلت هيئة الامم المتحدة ان تشارك م ت ف في مداولات الجمعية العامة وبعد ذلك باشهر قليلة طلبت منها المنظمة الدولية ان تحضر الاجتماعات بصفتها مراقب وبدات م ت ف لها مقعد ثابت لتكون بصفة مراقب في كافة جلسات الجمعية العامة. ومنحتها ايضاالمنظمة الدولية حق حضور كافة اجتماعات اللجان المنبثقة عن الامم المتحدة ايضا بصفة مراقب فاصبحت م ت ف عضوا مراقبا في هيئة الامم وفي 17 منظمة منبثقة عن هيئة الامم ثم منحتها المنظمة الدولية حق الاشتراك في مداولات المؤتمرات التي تعقد تحت مظلة الامم المتحدة فشاركت منظمة التحرير بوفد كامل في مؤتمر قانون البحار في العام 82 وشاركت في مؤتمر السكان العالمي في بيجين وشاركت في الكثير من المؤتمرات الدولية التي عقدت تحت مظلة هيئة الامم المتحدة في العام 75 .
اثناء الاعتداء الاسرائيلي على مخيمات اللاجئين في لبنان مجلس الامن الدولي وجه دعوة الى م ت ف ان تحضر مداولات المجلس على اساس المادة 37 وليس على اساس المادة 39 من اجراءات مجلس الامن الدولي والفرق بين المادتين ان المادة الاولى لا يذكر بموجبها فقط الدول غير الاعضاء في مجلس الامن وهذه كانت دعوة ذات مغزى هام وحاسم في وضع م ت ف في هيئة الامم بينما المادة 39 يدعو المجلس اشخاص غير دول للمشاركة في مداولات مجلس الامن، هذا على المستوى الدولي ذات العلاقة مع هيئة الامم اما على المستوى الدولي الاخر فمثلا وقعت م ت ف اتفاقا مع المجموعة الاوروبية اتفاقية شرق المتوسط، اصبحت م ت ف عضوا كامل العضوية وعلى قدم المساواة مع كافة الدول الاعضاء في منظمة الصندوق العربي للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وفي صندوق النقد العربي وفي الاتحاد البرلماني العربي وفي اتحاد البريد العربي وفي كافة الانشطة التي تقوم بين الدول العربية ثم اصبحت كاملة العضوية في دول عدم الانحياز وفي منظمة المؤتمر الاسلامي واصبح هناك اكثر من 100 دولة تعترف ب م ت ف باتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، وبعثاتها الدبلوماسية تتمتع بحماية ديبلوماسية مثل البعثات الدبلوماسية للدول الاخرى، بعد كل هذه الانجازات وهذا الوضع الهام جدا الذي انجزته م ت ف ويجب ان اضيف انه يحق للقيادة الفلسطينية ان تفتخر بهذا الانجاز الذي حققته لقضية الشعب الفلسطيني ببناء شخصية اعتبارية تمثل الشعب الفلسطيني فماذا تريد بعد هذا كله؟ ما هو الشيئ الناقص للشعب الفلسطيني؟ او للقيادة الفلسطينية؟ حتى تريد ان تكمله بطلب الانضمام لماذا تذهب م ت ف الى الامم المتحدة؟ حتى هذه اللحظة وفي حدود ما اعلم لم يصدر قرار عن اللجنة التنفيذية ل م ت ف بالاسباب الموجبة التي ادت بالقيادة الفلسطينية لات نطلب عضوية هيئة الامم المتحدة ولذلك ما يتوفر لدينا هو نتف من تصريحات لابو مازن وصائب عريقات ونبيل شعث بشكل خاص، ابو مازن في خطاب له امام السفراء الفلسطينيين في اسطنبول قبل بضعة اسابيع قال "خيارنا الاول المفاوضات والثاني المفاوضات والثالث المفاوضات واذا فشلنا في الانضمام الى الامم المتحدة فسوف نعود الى المفاوضات" كرر نفس الحكمة امام المجلس الاستشاري لحركة فتح قبل بضعة ايام فاذا كانت اللعبة هي لعبة المفاوضات اذا لماذا نذهب الى هيئة الامم المتحدة، وتجند القيادة الفلسطينية جهدا كبيرا شكلت ستة لجان للبحث وتطوير الاتصال مع مختلف دول العالم لكي يناصروا طلبنا بالانضمام الى هيئة الامم، هل يستحق ذلك كل الجهد؟ اذا ما هو المقصود اذا كان الموضوع هو موضوع المفاوضات، المفاوضات حسب ما اعلن محمود عباس وصائب عريقات انه سوف يلزم اسرائيل بالانسحاب، هذه مقولة اعتقد بانها فاسدة لان سوريا عضو في هيئة الامم المتحدة قبل فلسطين ولم تشفع لها عضويتها في الجمعية العامة بالزام اسرائيل بالانسحاب من الجولان وكذلك الحال مع لبنان ولولا سلاح المقاومة لبقيت اسرائيل في الجنوب اللبناني على شريط اوسع مما هو عليه الان وهذه المقولات هي مقولات اعتقد لا تصمد امام المحاكمة ثم يقول مسؤول منظمة التحرير انه اذا اخذنا اعتراف من هيئة الامم المتحدة فان ذلك يعني ان هناك دولة محتلة من قبل دولة عضو تقوم باحتلال هذه الدولة، ايضا هذه مقولة فاسدة لانه اولا يقولون ان هذا تجريد لاسرائيل من الشرعية، لا يوجد احتلال في التاريخ كان شرعيا ولذلك الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المحتلة والاراضي العربية المحتلة، يوجد اكوام من القرارات الدولية اثبتت بان هذا الاحتلال احتلال غير شرعي وعلى اسرائيل ان تنسحب... الخ اعتقد بان الجواب الاهم على لماذا طلب العضوية؟ اعتقد بان تقرير مركز الزيتونة يلخص ذلك بشكل جيد، ان انسداد مسار التسوية وغياب المرجعية الدولية والحاجة الى انجاز ولو كان معنويا هي الاسباب الكامنة وراء توجه القيادة الفلسطينية الى الامم المتحدة، اعتقد بان هذا كلام يلخص ماساة القيادة الفلسطينية الحالية واضيف الى ان هذه القيادة الفلسطينية برعت وطورت ادوات لا تقوم باجاء صفقات مع العدو الاسرائيلي، هي لم تفاوض ولا تقم بعمل يحقق انجازات هي تبحث عن صفقات يعني الصفقة الان اعتقد تطرح على القيادة الفلسطينية هي ما يلي "ان يأتي نتنياهو ويطلب الاجتماع مع ابو مازن، انا سوف اوقف الاستيطان وسوف اقبل بالاحتلال بدون دولة فلسطينية على حدود عام 67 وتكون هذه الدولة هي دولة الشعب الفلسطيني مقابل ان تعترفوا باسرائيل دولة للشعب اليهودي" فهل القيادة الفلسطينية على استعداد لان تقوم بهذه الصفقة؟ اعتقد بان هذا هو محك مسار الخيار الفلسطيني الان وهو اذا قبلت به القيادة الفلسطينية فهو في قمة الخيانة لان الاعتلاراف باسرائيل دولة الشعب اليهودي هو نفي للذات وسوف يقول نتنياهو اذا اعترفت بان هذه الارض هي ارضي معناها ماذا كنت تفعل عليها طوال ثلاثة الاف سنة ارجو ان تعوضنا عن استخدامك لهذه الارض لهذه الفترة ومن يدرك العقل الصهيوني لا يستغرب ان تتوصل الى هذه النتيجة، النتيجة الثانية اعتقد بانها مفاوضات اوسلو واثر هذا الطلب على مفاوضات اوسلو، هذه القيادة الفلسطينية التي هندست ووقعت وفاوضت على اخراج اوسلو فبعد عقدين من الزمن لم تعط هذه المفاوضات رغيفا واحدا من الطحين الذي طحنته خلال عشرين سنة ولذلك هي تستمر فيمواصلة المفاوضات وطلب المعونات من القيادة الاسرائيلية وللمناسبة اود ان اؤكد على ان اتفاقية اوسلو هي اخطر الاتفاقات التي مضت على القضية الفلسطينية منذ اعلان وعد بلفور ومرورا بصك الانتداب وانتهاء بقرار التقسيم، لسبب بسيط ان هذه الاتفاقات اعطت الفلسطيني شيئ اما اتفاقية اوسلو وهي ثمانية اتفاقيات حتى الان هي حملت الفلسطيني كافة الالتزامات ولم تمنحه حقا واحدا، لا يوجد في الاتفاقيات او المذكرات التي نشرها ابو مازن وابو علاء وممدوح نوفل ما يشير الى ان القيادة الفلسطينية التي فاوضت، طلبت اعلان دولة فلسطينية في نهاية المفاوضات او حل مسالة اللاجئين او طلبت حق العودة، لا يوجد كلمة من ذلك، ولذلك نحن في مازق شديد، هذا المازق تعبر عنه حركة القيادة الفلسطينية الحالية للتقدم بطلب العضوية تود ان تلهو بورقة جديدة.
ورقة عمل مقدمة في ورشة عمل "اللاجئون الفلسطينيون وحق العودة: "بين اتفاق أوسلو والإعتراف بالدولة الفلسطينية، مراجعة سياسية وقانونية"، بيروت الاثنين 12 ايلول 2011، فندق الكومودور