القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

احتفال حماس في لبنان بانتصار غزة مشهد أولي لاحتفالات النصر الكبرى

احتفال حماس في لبنان بانتصار غزة مشهد أولي لاحتفالات النصر الكبرى

بقلم: وسام محمد

أيام قليلة مضت على احتفال النصر الذي أقامته حركة حماس في مدينة صيدا جنوب لبنان، احتفال استمر لنحو ساعتين، لكن هذا الوقت كان كافيًا لحركة حماس والمشاركين ليأكدوا على الكثير من الرسائل والنقاط.

بعلم العارفين، أن طيلة السنوات العشر الأخيرة، لم يحصل احتفال فلسطيني في لبنان بهذه الضخامة وبهذا الحشد، احتفال كان بمثابة الاستفتاء ليس على خيار المقاومة فقط ،لأن ذلك تحصيل حاصل، إنما استفتاء على سياسة حركة حماس التي مزجت بين المقاومة والسياسة وبرهنت أن الحكم كان لخدمة الشعب وحماية المقاومة.

أكثر من 15 ألف مشارك في العرس الوطني، جاءوا من مختلف المخيمات والتجمعات الفلسطينية، رغم الظروف الأمنية الصعبة، هتفوا لفلسطين ومقاومتها وكبروا وجددوا القسم والعهد لحماس وقائدها خالد مشعل رئيس المكتب السياسي الذي طل عبر شاشة ضخمة.

خطاب مشعل للمشاركين في الحفل كان رسالة أرادت حماس ايصالها للاجئين الفلسطينيين أن حماس معكم وإلى جانبكم وهذا ما أكده مشعل في كلمته حين قال:” أيها اللاجئون الفلسطينيون نحن في حركة حماس لن ننسى جراحكم ومعاناتكم، فأنتم لم تغيبوا عنا وعن عقولنا وقلوبنا لحظة واحدة، وكونوا على يقين أن موعد عودتكم قد أقترب وكل واحد منكم سيعود إلى دياره وأرضه”.

مشددًا على تمسك حركته بالثوابت الوطنية الفلسطينية ومتناسيًا الخلافات الفلسطينية الداخلية، داعيًا إلى وضع استراتيجية جديدة تتلاءم مع انتصار غزة ويكون عنوانها تحرير كل حبة تراب فلسطيني.

رسائل عديدة قدمتها حماس خلال عرس النصر الذي أقامته في صيدا، فأظهرت قوة في الخطاب والحضور والتنظيم، ورسائل سياسية للجميع أن الحركة مستمرة في مشروعها الوطني لتحرير فلسطين كل فلسطين ولن تعادي أحد في الصف الفلسطيني والعربي، لأن بندقيتها موجهة فقط نحو الاحتلال الإسرائيلي.

حماس التي تملك جيشًا منظمًا قويًا يعطيها القوة لمواجهة الاحتلال يعطيها في نفس الوقت التسامح مع إخوانها وأشقائها الفلسطينيين والعرب، لأن التنازل لأخيك لمصلحة الوطن ليس تنازلًا بحسب أفكار الحركة.

هذا هو المشهد التجريبي لاحتفالات حماس القادمة، فاحتفالات النصر التي تقيمها حماس في غزة قد أخدت وقتًا طويلًا حتى وصلت أعداد المشاركين فيه إلى عشرات الآلاف في الاحتفال الواحد، لكن هذا الرقم المخيف لم يعد حلمًا بالنسبة لحركة حماس في لبنان التي بدأت بنقل تجربتها في غزة إلى لبنان، والعمل بقوة على تقوية تنظيمها واتساعه.