الآلاف من فلسطيني سوريا في عِداد المفقودين..!!
بقلم: علي هويدي
تتفاقم وبشكل مقلق أوضاع أكثر من
نصف مليون لاجئ فلسطيني سوري مهجر داخل وخارج سوريا، صنفتهم وكالة "الأونروا"
بأنهم محتاجين للمساعدة، وعلى الرغم من تسليط الضوء على أعداد المهجرين داخل وخارج
سوريا، إلا أن مصير الآلاف من اللاجئين غير معروف، ولا يوجد أي ذكر لهم سواءً من قبل
"الأونروا"، أو منظمة التحرير الفلسطينية أو السلطة الفلسطينية أو المنظمات
الدولية، وأصبحوا عملياً في عِداد المفقودين إلى حين معرفة مصيرهم، خاصة أن لا بوادر
حلول جدية تلوح بالأفق للتهدئة في سوريا عموماً، أو مبادرات جدية تُنقذ ما يمكن إنقاذه
من المخيمات، أو إنقاذ من بقي من اللاجئين الفلسطينيين في سوريا ومخيمات سوريا، ومع
تصاعد وتيرة الأحداث الأمنية وارتفاع حدة الإشتباكات المسلحة مطلع الشهر الحالي في
مخيم اليرموك، يزداد الأمر تعقيداً وبتوقعات للمزيد من الأسوأ على المستوى الإنساني
والسياسي.
حسب إحصاء وكالة "الأونروا"
في 1/7/2014 وهو الإحصاء الأحدث فإن عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في سوريا قد
وصل إلى 564,074 لاجئ، وتشير "الأونروا" بأن عدد المهجرين من الفلسطينيين
داخل سوريا قد وصل إلى 270 ألف مهجر موزعين في مناطق مختلفة في دمشق واللاذقية وحماه
وحلب وغيرها، أما المهجرون خارج سوريا حسب "الأونروا" أيضا هناك حوالي
70 ألف (لبنان 51 ألف، والأردن 10 آلاف، ومصر 6 آلاف، وغزة ألف، و1100 في ليبيا) و"أعداد
أخرى" في تايلند وماليزيا وإندونيسيا.. ووجود حوالي 30 ألف لاجئ مهجر في دول الإتحاد
الأوروبي لا سيما السويد (16 ألف)، وفي تركيا يوجد حوالي الأربعة آلاف، وتشير بعض التقديرات
إلى وجود أعداد متناثرة من المهجرين في مقدونيا وبولندا وقبرص واليونان والبانيا وغيرها
من الدول، بمعنى أن عدد إجمالي المهجرين من اللاجئين الفلسطينيين داخل وخارج سوريا
وصل إلى حوالي 375 ألف، ولو افترضنا أنه في الحد الأقصى لا زال يعيش في المخيمات داخل
سوريا حوالي 75 ألف .. ليصبح الإجمالي المعروف إلى حوالي 453 ألف، وبالتالي ماذا عن
مصير الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين المسجلين في سجلات وكالة الأونروا؟! فهل تكون
الأرض قد انشقت وابتلعتهم، أو أن الأسماك قد التهمتهم، أو هم في أقبية السجون..؟!.
لا شك أن هذه قضية إنسانية وسياسية
تتحمل مسؤوليتها وكالة "الأونروا" ومنظمة التحرير الفلسطينية، وجامعة الدول
العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، والمنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان، والمفوضية
العليا لشؤون اللاجئين، واليونيسف وغيرها.. وكذلك مسؤولية كبيرة تقع على عاتق السلطة
الفلسطينية والسفارات الفلسطينية المعتمدة في بعض الدول لبذل جهود مضاعفة لكشف الحقائق..،
فهي النكبة الثانية بمكوناتها المختلفة. حالة من الفوضى تسود المشهد وفي هذه الحالة
لا حقائق نهائية، وحين ينقشع الغبار، بكل تأكيد ستكون الصورة قاتمة ومشوهة تحتاج لسنوات
طوال لإعادة رسم مشهد جديد وحتماً لن يكون على نفس الصورة التي كانت في السابق، أما
ألا يعرف مصير الآلاف من اللاجئين من العائلات والأفراد فهذه كارثة أخرى..!!