القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

الأذرع الإعلامية لمحمد دحلان: الإعلام في خدمة التخريب وضرب المقاومة

الأذرع الإعلامية لمحمد دحلان: الإعلام في خدمة التخريب وضرب المقاومة

بقلم: محمد يوسف - فلسطين المسلمة

لطالما عُرف محمد دحلان كشخصية سياسية فلسطينية أمنية بارزة، خاصة وأنه يمثل خطاً مقابلاً ومعادياً، بشكل صريح وواضح، للتيارات الإسلامية ولحركات المقاومة في داخل فلسطين وخارجها. كما أنه يعتبر من أكثر الشخصيات الفلسطينية قرباً من الكيان الصهيوني وحليفتها الولايات المتحدة، ولا يخفى على المتابعين للشأن الفلسطيني الداخلي دوره الأمني في الضفة الغربية والبلاد العربية، والتعاون الأمني والعسكري مع الاحتلال الصهيوني والولايات المتحدة.

صحيح أن محمد دحلان لم يعد موجوداً داخل الضفة الغربية، بشخصه، خصوصاً بعد فصله من حركة فتح وخلافاته الدائمة مع محمود عباس، إلا أن دوره الأمني والسياسي ما زال يمتد في أركان السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، خصوصاً مع تواجد الكثير من أنصاره وأعوانه في الداخل الفلسطيني.

وبما أن محمد دحلان «يقاتل» على عدة جبهات وضد عدة "أعداء"، وبما أن معارك الأفكار وصراعات السلطة تتم عبر وسائل الإعلام الحديث، كان لا بد له من استخدام عدة أذرع إعلامية تشكّل المدافع الأول عنه والفاعل الرئيسي في تحسين صورته أمام الرأي العام الفلسطيني والعربي والدولي.

وكالة أمد!

تقول هذه الوكالة في التعريف عن نفسها، إنها «مكتب خدمات صحفية، يسعى إلى أن يساهم في إرساء ثقافة إعلامية عصرية، ومتزنة، تنتمي إلى المستقبل»، وأن من أهدافها «التأكيد على الحيادية الإيجابية في العمل الإعلامي، وذلك باحترام عقل المتلقي، والإحجام من اللجوء إلى ثقافة التحريض والتعبئة الإعلامية».

لكننا في المقابل، نجد في أخبارها ما يؤكد انحيازها ليس فقط لخط سياسي معين، بل هي ناطق رسمي باسم شخصية سياسية هي محمد دحلان. ففي السابع من شهر شباط/فبراير الماضي، نشرت الوكالة على موقع الإلكتروني مقالاً بعنوان: «ماذا يريد الأخ محمد دحلان؟»، بدأ فيه الكاتب بوابل من المديح لشخص محمد دحلان حيث قال: «الأخ القائد محمد دحلان لا يمثل شخصاً بقدر ما يمثل فكرة استنهاضية فتحاوية»، ويتابع «محمد دحلان هو قائد فتحاوي أصيل وله بصمات في العمل الوطني، فهو ليس نكرة أو مجرد اسم يذكر».

كما نشرت خبراً نقلته من صحيفة «روز اليوسف» المصرية، المشهورة بعدائها لجماعة الإخوان المسلمين في مصر، تحت عنوان «قطر تبيع الإخوان»، أظهرت فيه أن قطر وإيران تخلت عن الدعم المادي للإخوان المسلمين.

هذه العناوين تبرز توجهات الوكالة «الحيادية» ضد التيارات الإسلامية من جهة، وفي رفع أسهم طرف آخر تابعة له.

شبكة فراس برس

هذه الشبكة كانت صريحة منذ البداية، وأعلنت توجهها في نقل الأخبار والحقائق في تعريفها عن نفسها. فبعد أن مدحت نفسها قائلة: «وتعتبر شبكة فراس الإعلامية أحد الأعمدة الأساسية في الإعلام الفلسطيني..فلا هي تحجب رأياً معارضاً، ولا تعادي شخصاً، ولا تتحزب لموقف، وصارت لها مكانة محترمة لأنها تحترم الرأي الآخر، وتصر على أن تظل لجميع الفلسطينيين، ورفضت أن تضع في رقبتها طوق التبعية، والانزياح أو الانحياز الفكري والسياسي».

لكن هذه الشبكة «المحترفة» ناقضت نفسها بنفسها حين قالت بآخر التعريف عن هويتها: «إلا أن الشبكة قد اتخذت موقفاً وطنياً واضحاً وجلياً تجاه الانقلاب العسكري الذي وقع في قطاع غزة والذي راح ضحيته الآلاف بين قتيل وجريح من كل الأطراف ودمّرت البيوت وانتهكت الأعراض وانقسم الوطن». وفي هذا تصريح واضح عن توجهها ضد طرف معين من الأطراف الفلسطينية المعروفة.

أما بخصوص تبعيتها لمحمد دحلان، فيظهر ذلك جلياً في المقال الذي نشرته في الخامس من شهر آذار/مارس الماضي، تحت عنوان: «مفاجأة يفجرها وكيل النائب محمد دحلان»، انتقدت فيه قرار رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس القاضي برفع الحصانة عن محمد دحلان، وابتهجت بما حققه محامي دحلان حين أكد «عدم دستورية قرار الرئيس رفع الحصانة عن النائب دحلان».

وتأكيداً لموضوع الخلاف المتأجج بين دحلان ومحمود عباس، لم يسلم الأخير من «ضربات» إعلام الأول. فتحت عنوان: «أبو مازن يقود عصابة هدفها تدمير فتح»، فتح أحمد حلس، المعروف بوقوفه في صف دحلان، النيران على أبو مازن، ووجه له اتهامات شديدة الخطورة قائلاً إن أبو مازن «يقود عصابة هدفها تدمير فتح».

وعلى هذا المنوال، تدرج باقي الخلايا الإعلامية التابعة لمحمد دحلان، ومنها: «الكوفية برس»، «صوت فتح الإخباري»، «وكالة ميلاد»، «فلسطين بيتنا»، «الكرامة برس».

الغد العربي

الصوت الإعلامي لمحمد دحلان لم يتوقف على المجال الإلكتروني عبر المواقع الإخبارية والشبكات والوكالات، فقد تعدى إلى أن وصل للفضائيات.

فقد أطلقت دولة عربية مؤخراً فضائية إخبارية جديدة تحت اسم «الغد العربي»، حيث اتخذت لها من العاصمة البريطانية لندن مقراً رئيساً، فضلاً عن مكاتب أخرى لها بالقاهرة وبيروت وعواصم عربية.

وقالت مصادر إعلامية في لندن إن أحد أجهزة الأمن العربية يشرف مباشرة على أجندة هذه الفضائية، وأنها تهدف في المقام الأول إلى التشويش على التيارات الإسلامية التي صعدت للحكم في عدد من الدول العربية والإسلامية، إذ تمثل الفضائية أحد أهم الأذرع الإعلامية في المعركة مع جماعة الإخوان المسلمين خاصة في مصر، ولهذا حرصت على اتخاذ مكتب رئيسي لها في القاهرة.

وتضم القناة وجوها إعلامية وسياسية معروفة بالعداء للثورات والتيارات الاسلامية، من أمثال: أحمد شفيق، ومحمد دحلان. وأفادت المصادر أن مدراء الفضائية مقربون محمد دحلان، الذي تشير المصادر إلى أنه عضو في مجلس إدارة القناة.

وتقول المصادر إن الاستوديوهات التابعة للقناة بأحد أرقى الأحياء غرب لندن لا تقل عن تجهيزات أهم محطات تلفزيونية بريطانية مثل «سكاي نيوز»، و«بي بي سي» العربية، إذ تضع نصب عينها منافسة قناة «الجزيرة» القطرية وقد ضمّت عدداً كبيراً من إعلاميها.

كما اشترت الدولة العربية الخليجية قناة تلفزيونية في مصر، وسجّلتها باسم شخص لبناني، وعيّن محمد دحلان سكرتيرته مديرة للقناة.