الأونروا.. إلى أين؟
بقلم حسام رمضان أحمد*
يبدو ان هناك من يعمل من داخل الأونروا بغرض إفشالها واخراجها من إطار مهمتها الرسمية المتمثلة في اغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الي دائرة شرعنة الاحتلال الصهيوني لفلسطين، بداية من تراجع عمليات الأونروا، وتقليص خدماتها، وتوقف عدد من الدول عن دفع التزاماتها السنوية، إلى تدريس مادة الهلوكوست؛ وبما تحمله من غزو ثقافي وغسيل فكري للجيل الفلسطيني المعاصر لتنامي المؤامرة الدولية ضد الشعب الفلسطيني ولكل ما تمارسة إسرائيل من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، إلى اخذ مجموعة من الشبيبة الفلسطينية لزيارة بعض المرافق المرتبطة بالمزاعم الصهيونية فيما يسمى بالهلوكوست، وهذا كله يشير الي تورط اطراف داخل الأونروا في عملية حرف مسار الأونروا عن مهمتها الرئيسية.
فيما يتعلق بعلاقة الأونروا بموظفيها؛ فمنذ انطلاق انتفاضة الأقصى في سبتمبر 2000 قامت الأونروا بإلزام موظفيها بالتوقيع على عرائض تلزمهم بالإنسلاخ عن واجبهم الوطني تجاه قضيتهم الوطنية وهذا أيضاً يعد خروج عن السياق للمهمة الرسمية للأونروا كون مهمتها تتمركز في الإغاثة والتشغيل وعملية تشغيل الموظفين هي من جوهر عمليات ومسئوليات الأونروا وعندما عجزت الأونروا عن تحقيق ما تريد من خلال إلزام الموظفين بالانسلاخ عن واجبهم الوطني قامت بعد ذلك بفصل عدد من الموظفين ومارست عليهم ضغوطاً لإجبار البعض منهم علي تقديم الاستقالة بالاكراه، ولكن هذا الأمر لقي رفض شعبي مؤخراً مما ألزم الأونروا علي التراجع عن هذه الخطوة، فلجأت إلى استخدام الاسلوب الاستخباري المخابراتي الشنيع الذي يعيد الى الأذهان جرائم أمريكا في غوانتينامو وجرائم إسرائيل في فلسطين ولبنان وجرائم جميع الأنظمة الفاسدة ولكن هذه المره على يد منظمة دولية تضع على نفسها علامة إستفهام كبيرة لحساب من تعمل هذه المنظمة الدولية؟
في هذا السياق يفترض على أبناء الشعب الفلسطيني عدم القيام بأي عمل غير محسوب يؤدي إلى انجاح المتآمرين على الاونروا في تحقيق اغراضهم في أنهاء عملياتها وما يترتب على ذلك من خسارة الموقف الدولي، كون وجود الأونروا مرتبط بشكل كبير باستمرار مسئولية المجتمع الدولي على استمرار وجود مشكلة اللاجئين الفلسطيين دون تحقيق عودتهم الي ديارهم.
كاتب فلسطيني*