القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

«الأونروا» تمنع التوصّل إلى تسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين

«الأونروا» تمنع التوصّل إلى تسوية سياسية بين الفلسطينيين والإسرائيليين

رون بروشاور

الطبيب الذي يبحث عن علاج للمرض ملزم بان يُشخص السبب أولاً. وإحدى الصعوبات المركزية في الطريق الى حل النزاع بيننا وبين الفلسطينيين هي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، «الاونروا»، والتي كانت اقيمت بشكل حصري للعناية باللاجئين الفلسطينيين فقط، وهي تخلد وهم العودة.

تعنى وكالة اللاجئين العالمية في الأمم المتحدة، UNHCR، في السنوات الأخيرة بنحو 66 مليون لاجئ حقيقي من الحروب الاهلية، النزاعات المضرجة بالدماء، والكوارث الطبيعية. وبالتوازي، فان «الاونروا» التي أقيمت على نحو خاص للاجئين الفلسطينيين حين كانوا نحو 700 الف فقط، تعنى اليوم ظاهرا بـ 5.3 مليون نسمة تعرفهم كلاجئين، ولكن ليس بينهم وبين اللجوء إلا صلة مصادفة تماما.

قسم من اللاجئين لم يعودوا يوجدون على الاطلاق. فالإحصاء السكاني الأخير في لبنان وجد ان ثلثي عدد اللاجئين الذين تبلغ الوكالة عنهم، ببساطة وهميون. 300 الف نسمة لا يوجدون الا في تقارير الوكالة، أما في الواقع فقد اختفوا. من الواضح أن للوكالة مصلحة في تضخيم الاعداد، فهم يصنعون من هذا عملا جيدا. ميزانيتهم للاجئ اكبر بأربعة اضعاف من ميزانية وكالة الأمم المتحدة للاجئين: 246 دولارا مقابل 58.

ولدت «الاونروا» بالخطيئة وتعيش بالخطيئة. المنظمة تخلد مسألة اللاجئين الفلسطينيين، تمنع الوصول الى تسوية سياسية، تساهم في التحريض المناهض لإسرائيل وتمس بالعناية باللاجئين الحقيقية.

طالما وجدت «الاونروا»، فاننا نحكم على أنفسنا ليس فقط بغياب التسوية في الحاضر، بل نضمن بعد عشر او عشرين سنة، حين يصل تلاميذ «الاونروا» الحاليين الى الرشد بعد سنوات من التحريض الا يكون عندها أيضا أي تغيير إيجابي. ينبغي النظر الى المصلحة الإسرائيلية بعيدة المدى وكذا لمصلحة كل من يريد الوصول الى تسوية سلام في المستقبل.

العالم يعرف هذا، إسرائيل تعرف هذا، ولكن كان مريحا للجميع الجلوس جانبا وعدم عمل أي شيء لإصلاح هذا الخلل التاريخي. الى أن جاءت إدارة ترامب وقالت بشكل واضح إن «الاونروا» هي جزء من المشكلة ولا يمكنها أن تكون جزءاً من الحل.

عندما أعلنت الولايات المتحدة بانها تفكر بوقف التمويل الأميركي للوكالة، كان يتعين على إسرائيل ان تتبنى الاقتراح بكلتا اليدين. الرد الإسرائيلي، الذي عكس نهج جهاز الامن، كان مترددا ومتلعثما؛ فقد عبر عن قصر نظر وتفضيل الهدوء في المدى القصير والذي من شأننا جميعا ان ندفع ثمنه غاليا في المدى المتوسط والبعيد.

يخشى جهاز الامن من عدم الاستقرار، اذا ما توقف التمويل للوكالة. وبرأيي، توجد منظمات في الأمم المتحدة تعمل منذ الآن في الميدان مثل الـ UNDP، وكالة التنمية، وUNOP، يمكنها بشكل سريع نسبيا ان توفر الخدمات الإنسانية. فالكثير من الفلسطينيين الذين يتلقون المال والخدمات من «الاونروا» لن يذرفوا أي دمعة اذا ما تلقوا هذه المساعدة من جهة أخرى لم تقم بتلقينهم. هل هذا سهل؟ لا. هل بعض حجج جهاز الامن منطقي؟ نعم. ولكن هذه نظرة الى المدى القصير. عندنا هنا قنبلة متكتكة، واذا لم نفككها الآن، فانها ستتفجر لنا في وجهنا في المدى البعيد.

نحن نقف في مفترق تاريخي. فالادارة الأميركية تجلب تفكيرا جديدا بالنسبة للأمم المتحدة وللشرق الأوسط، وليست مستعدة لتمول منظمات تعمل ضد الأمن القومي الأميركي. في حالة «الاونروا»، هذه منظمة تعمل بخلاف المصلحة الأمنية القومية لدولة إسرائيل وكل من هو مع التسوية السلمية في المنطقة. وسيكون إغلاق «الاونروا» خطوة أولى في الطريق الى اشفاء المرض قبل أن يصبح خبيثاً.

عن «إسرائيل اليوم»