الأونروا
لفلسطينيي سورية المقيمين في مخيم نهر البارد أما الإخلاء أو التخلي عن بدل
الإيواء

فايز أبو
عيد
خاص – لاجئ نت
"كيف
ﻻ أشعر بالغضب والإحباط واليأس، وقد وصلني إنذار من الأونروا لي ولكافة اللاجئين
الفلسطينيين المهجرين من سورية إلى لبنان القاطنين ببركسات مخيم نهر البارد بضرورة
إخلاء (البركسات) التي نسكنها مجبرين مكرهين نتحمل بها برد الشتاء وحَرّ الصيف
بسبب ظروفنا الاقتصادية الصعبة، أو التخلي عن بدل الإيواء الذي تدفعه لنا".
بهذه العبارة المليئة بالمشاعر المحبطة يكشف لنا الشاب يسار اللاجئ من مخيم
اليرموك مدى شظف العيش الذي وصل إليه نتيجة اللجوء من سورية بسبب الصراع الدائر
فيها، ويتساءل يسار الأب لخمسة أطفال "ألا يجب أن يكون من واجب الأونروا التي
تعتبر منظمة إنسانية دولية تُعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين أن تحميهم وتمدّ يد
العون والمساعدة لهم؟" ويردف "لم أكن أعلم أن الأونروا ستكون سيفاً
مسلطاً على رقابنا وتريد مساومتنا إما الإخلاء أو التخلي عن بدل الإيواء، وكأن الـ
100 دولار التي تدفعها لنا تكفي ويزيد منها لشراء الغذاء والدواء، لقد بلغ السيل
الزبى ولم أعد قادراً على تحمل أعباء هذه الحياة حتى أنني أفكر بالهجرة إلى أي
دولة أوروبية تحترم الإنسان وحقوقه".
وأضاف
"نريد حياة كريمة ليس فيها أية مذلة وهوان، ولن أناشد أو أطالب أحداً النظر
في محنتنا ولكنني أقول إن الله معنا وهو خير معين".
أما مازن
فقد شدد على ضرورة أن "تتحمل الأونروا مسؤولياتها الإنسانية والقانونية اتجاه
اللاجئ الفلسطيني السوري والاستمرار في توفير المساعدات المادية له من الغذاء
والمأوى والرعاية الصحية والتعليم وغير ذلك من الخدمات، كما أنه يتوجب عليها
حمايته مما يتعرض له من قتل وتشريد وعدم السماح له بدخول أراضي معظم دول
العالم".
ورأت
سعاد في هذه الخطوة غير المحمودة من الأونروا بأن هناك مخطط يحاك ضد اللاجئ
الفلسطيني يهدف إلى إلغاء دور الأونروا في مساعدته ومن ثم تهجيره وتوطينه في
البلدان الأوروبية.
وبدوره
برّر أبو حسين قرار الأونروا رغم أنه طلب منه مغادرة البركس الذي يعيش به بداية
الشهر السادس، وقال أن الأونروا اضطرت لأن تطلب من اللاجئين مغادرة البركسات لأن
الأرض هي ملك لشخص لبناني وقد طالب الأونروا بأن تعيد له أرضه وإلا سيحيل الأمر
للقضاء من أجل استعادة الأرض.
وأضاف أن
هذه المشكلة تؤثر سلباً على كافة اللاجئين الفلسطينيين سواء منهم المهجرين من
سورية وسكان مخيم نهر البارد على حد سواء.
واعتبر
زياد أن أداء الأونروا وما قدمته من مساعدات للاجئين الفلسطينيين المهجرين من
سورية إلى لبنان عامة وإلى مخيم نهر البارد خاصة لم ترقَ إلى المستوى المطلوب
لتغطية احتياجات اللاجئين الفلسطينيين من سورية إلى لبنان، من حيث المكان والزمان،
فلم تكن المساعدات المقدمة منتظمة بل كان يفصلها فترات متباينة أرهقت اللاجئين
وضيّقت عليهم في ظل ما يعانونه من بطالة وضائقة اقتصادية على كافة المستويات.
ومن
جانبه طالب سامر بتحرك فعلي ومؤثر على الأرض يقوم خلالها اللاجئون الفلسطينيون
السوريون في لبنان بتنظيم اعتصامات وخطوات تصعيدية بهدف إجبار الأونروا على
التراجع عن قرارها المجحف، كما طالب منظمة التحرير والفصائل الفلسطينية بتقديم يد
العون والمساعدة لفلسطينيي سورية من خلال التدخل لدى الأونروا وبحث سبل حل المشكلة
بما لا يؤثر سلباً على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين السوريين.
الجدير
ذكره أن 800 عائلة فلسطينية لاجئة من سورية إلى لبنان تعيش في مخيم نهر البارد
بينهم 200 عائلة تسكن في البركسات أصبحوا مهددين أن يبقوا في العراء ودون مأوى
بسبب هذا القرار.