القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

(الأونروا ) واللاجئون والمؤامرة الكبرى

(الأونروا ) واللاجئون والمؤامرة الكبرى

بقلم: إسماعيل عامر

المتتبع للقضية الفلسطينية يرى أنها في كل يوم تدخل في وحل التعقيدات التي يصنعها المحيط الإقليمي؛ فغزة تحاصر أمام مرأى ومسمع العالم بأسره, فالمعابر مغلقة وأهل غزة يعيشون فوق الركام الذي خلفه العدوان الأخير, والرواتب قطعت عن موظفين يقومون بدورهم على أكمل وجه.

وأهلنا في مخيمات اللجوء يعاملون كأنهم مجرمون يعاقبون بحرمانهم الوظائف وعدم إعمار بيوتهم في لبنان, وأهل مخيم اليرموك يقتلون ويحاصرون ويعاقبون بالبراميل المتفجرة صباحاً ومساء, على جرم لم يقترفوه, والعالم كله لم يحمهم _ولو ساعة واحدة_ ليسعفوا جرحاهم, لماذا برأيك؟؛ لأنهم لاجئون

إذن هي مؤامرة ضد اللاجئين الفلسطينيين في غزة وخارجها, لتصفية قضيتهم لابتزازهم سياسيّاً وإجبارهم على قبول التوطين, وإظهارهم كمتسولين لا أصحاب قضية سياسية, يشترك _يا للأسف!_ في هذه المؤامرة دول عربية شقيقة، ووكالة غوث اللاجئين التي منذ شهور تصطنع الأزمات المسيسة, فتخرج علينا تارة بتقليص خدماتها، وعدم تقديم المساعدات لبعض فئات اللاجئين؛ بذريعة عدم وجود أموال، وعدم توافر العلاج في مراكزها الصحية لأصحاب الأمراض المزمنة, وقبل شهر بدأت تعزف على تأجيل العام الدراسي, وخلق جو من الإرباك لأكثر من ربع مليون طالب يدرس فيها, وإرباك القائمين على حكم غزة وكأنهم يقولون لهم: "أرونا كيف ستبدؤون العام الدراسي دون رواتب لموظفي الوكالة؟", وبالأمس القريب يمنح المفوض العام لـ(الأونروا ) نفسه الحق بإعطاء الموظفين إجازة دون مرتب مدة سنة وحرمانهم مرتباتهم الشهرية، والغريب أنه دعا الموظفين للتقاعد المبكر, فبيير كرينبول يتستر وراء عجز أصاب ميزانية الالأونروا يقدر بـ110 ملايين دولار.

ولست أدري ألقرار الأخير سيكون آخر القرارات في تصفية قضية اللاجئين أم ماذا.

(السيناريو) الذي يلوح في الأفق في هذه اللحظات هو زيادة الخناق حول رقبة أهل غزة تحديدًا؛ لثنيهم عن دعم المقاومة وحمايتها، والذي يدعم هذا الأمر أناس يعملون خلف الكواليس من أبناء فلسطين, محاولين ابتزاز أهل غزة سياسيّاً وماديّاً, فالمراقب لغزة يرى فيها عجب العجاب؛ فكل المؤامرات تحطمت على أعتابها وأهلها صابرون, وكلي يقين أن هذه المؤامرة الكارثية ستتحطم بإذن الله على أعتابها.

فعلينا جميعاً _القوى الفلسطينية, واللجان الشعبية, ورئاسة السلطة، والمجلس التشريعي_ أن نتحمل مسؤولياتنا لوقف هذا التدهور الخطير، إذ تسعى قوى إقليمية لحل المؤسسة الدولية لدعم اللاجئين (الأونروا )، وتقديم هذا الأمر هدية للكيان الذي يسعى منذ أكثر من 60 عامًا إلى طمس حق العودة.

فلنشارك جميعاً بفعاليات المؤتمر العام لاتحاد موظفي الوكالة؛ لنساند أكثر من 30 ألف موظف يعملون في الصحة والتعليم، ولنساند نصف مليون طالب وطالبة سيكون مصيرهم الشارع في حال تأجيل العام الدراسي.

المصدر: فلسطين أون لاين