القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

الإسلاميون وفلسطين

الإسلاميون وفلسطين

بقلم: صالح أبو ناصر

بعد الربيع العربي أصبحت الأنظار تتوجه نحو الدور الذي يمكن أن تؤديه الحركة الإسلامية اتجاه القضية الفلسطين، والتي تعتبر أحد الأسباب التي سببت للحركة الأسلامية نقاط خلاف مع الأنظمة المتساقطة كسقوط أوراق الشجر. وبالتالي الحركة الإسلامية أمام تحديات فهل يمكنها أن تتغلب عليها خاصة مع بدء شعور الجماهير بنوع من الإحباط والفتور.

ومن وجهة نظر أخرى علينا أن نعترف بسلسلة من الحقائق كبلت دور الإسلاميين عندما وصلوا إلى الحكم، أضف إلى ذلك أنهم يحتاجون لفترة لتلقي أنفاسهم بعد أكثر من ثلاثة عقود من مواجهة هذه الأنظمة.

أولاً: آثار الأنطمة الساقطة

تركت الأنظمة الساقطة وراءها أكواماً من النفايات والفساد، ما شكل عقبة حقيقية أمام البدء بتنفيذ المشروع الذي رسمته الحركة الإسلامية ، فكان من المفترض أن تكون الخطوة الأولى بعد استلام الحكم البدء بتنفيذ المشروع، ولكن كيف يمكن للحركة أن تنفذ مشروعها فوق أكوام من النفايات فتغيرت الأولويات قليلاً، فأصبح من الضروي تنظيف هذه الأوساخ لكي يستقر المشروع على أرضية نظيفة.

ثانياً: الإقتصاد المتدهور

كيف يمكن للإسلامين إعلان الحرب على الإحتلال الإسرائيلي أو حتى المجاهرة بدعم المقاومة في فلسطين، في الوقت الذي تعاني هذه الدول من إقتصاديات على حافة الهاوية، فلا يستطيع أحد أن يخطو هذه الخطوة وحتى غير الإسلاميين، ففي بعض الدول وصلت الأزمة المعيشية إلى رغيف الخبز. فلا يحق لأحد بأن يزايد على الإسلاميين، فاستغل أتباع أمريكا هذا وراحوا يشوهون المشروع الإسلامي.

ثالثاً: الثورة المضادة

من قال إن الثورات العربية قد وصلت إلى ما تريد من حيث إسقاط النظام بشكل كامل ، فأزلامهم ما زالوا في مؤسسات الدولة ويعملون على التخطيط والتنفيذ لعرقلة الإسلاميين. وخير مثال على ذلك ما يجري في مصر حيث لا يمر يوم أو أسبوع إلا هناك احتجاجات أو عصيان.

رابعاً: الإتفاقيات والديون

وجدت الحكومات الإسلامية نفسها أمام اتفاقيات دولية يصعب عليها إلغاؤها بالمرحلة الحالية، فهي في مرحلة لا تسمح لها بمواجهة دول كبرى، وتتناول هذه الإتفاقيات الجانب التجاري بشكل خاص، من حيث حرمان هذه الدول من الدخول في أنواع محددة من التجارة أو التصنيع. وكذلك الديون فهذه الدول التي فاز بها الإسلاميون، عبارة عن دول مديونة للدول الكبرى أو لصندوق النقد الدولي. فكيف يستطيع الإسلاميون في المرحلة الحالية، أخذ خطوات قوية لمواجهة الهيمنة الصهيوأمريكية في المنطقة.

الإسلاميون على عهدهم:

رغم كافة التحديات التي تواجهها الحركة الإسلامية والتي حالت دون المباشرة بأخذ خطوات أكثر جرأة وقوة، إلا أنها تضع فلسطين على سلم أولوياتها، فبناء الوطن حتى يصبح قادراً على المواجهة، بعد ذلك العمل لفلسطين وهذا أسلم لهم ولفلسطين.