القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

الإعلام الأميركي: فلسطين لا تعنيه

الإعلام الأميركي: فلسطين لا تعنيه

بقلم: لونا صفوان

أكّدت تغطية الإعلام الأميركي للأحداث الأخيرة في القدس المحتلة أنه غير معنيّ بالمجريات الحقيقية والتطوارت التي تحصل في فلسطين، وأنه مجرّد وسيلة تستنسخ تصريحات جيش الاحتلال وتروّج لها، فيما تشكك منظمات حقوقية بروايات الشرطة الإسرائيلية حول قتل الفلسطينيين، متهمةً الشرطة باتباع نهج الإعدام الميداني بحقهم.

على الرغم من أشرطة الفيديو المتاحة للجمهور والتي تظهر إطلاق النار المباشر الذي تعرّض له فادي علوان مثلاً، لم تقدّم الشرطة الاسرائيلية أي دليل قاطع أو ملموس يؤكد طعنه للإسرائيلي، وتبنّت وسائل إعلام أميركية القصة التي روجت لها شرطة الاحتلال.

صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عرضت جانباً واحداً من الحادثة لتصوّر علوان على أنه المجرم الفار من وجه العدالة.

مدير مكتب "نيويورك تايمز" في القدس جودي ريدورين ومراسلة الصحيفة إيزابيل كيرشنير أعادا نشر كلام وتصريحاتالشرطة الإسرائيليةالتي زعمت أن "علوان طعن صبياً إسرائيلياً يبلغ من العمر 15 سنة في البلدة القديمة بالقدس". كما روّجا الفيديو الذي انتشر بُعيد مطاردة الشرطة الإسرائيلية لعلوان قبل إطلاق النار عليه مبررين ما حصل بـ"مطاردة شخص مسلح"، لتصوّر "نيويورك تايمز" الشهيد علوان كمجرمٍ أو قاتل متسلسل.

ونشرت "نيويورك تايمز" عشرة تقارير عن "موجة العنف الأخيرة"، إلا أنها لم تخصص مساحة لتغطية "المسيرة التي نادت بالموت للعرب" إلا في تقريرها التاسع.

لم تختلف تغطية وكالة "أسوشييتد برس" حيث قالت إن "مراهقاً إسرائيلياً أصيب بطعنات وجروح متوسطة بعد طعنه من شاب فلسطيني قبل أن يقتل الأخير برصاص الشرطة الإسرائيلية".

التقارير أيضاً فصّلت حوادث مماثلة "تسبب بها فلسطينيون" من خلال رمايتهم للحجارة وقنابل المولوتوف على الشرطة، وتجاهلت التقارير بذلك أي عنف مارسته شرطة الاحتلال على الفلسطينيين المتظاهرين.

وفي تقارير لاحقة، نقلت الوكالة تجمع آلاف الاسرائيليين أمام مقر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمطالبة بإجراءات صارمة ضد المعتدين على المستوطنين. لكن الوكالة لم تكشف من هم "آلاف الإسرائيليين" وما هي تلك "الإجراءات الصارمة" التي كانوا يطالبون بها. وعلى الرغم من امتناع وسائل الإعلام الأميركية عن ذكر المسيرات المطالبة بـ "الموت للعرب"، استمرت التظاهرات واتسعت رقعة انتشارها.

من جهتها، حاولت صحيفة "واشنطن بوست" نقل وقائع التطورات اليومية وتأثيراتها على الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، فتعددت عناوينها، الأول نقل خبر "مقتل شابين فلسطينيين بُعيد تصاعد العنف في الصفة الغربية"، والثاني ذكر حادثة "طعن ثلاثة إسرائيليين مع انتشار العنف"، فيما اتسع العنوان الثالث ليشمل تأثير ما يحصل على الأطراف المتنازعة سياسية "العنف الإسرائيلي الفلسطيني المتجدد يشكل معضلة لنتنياهو".

وعلى موقع قناة "سي إن إن" الأميركية، تصدّر مقال يشرح جذور "التوتر الفلسطيني الإسرائيلي وتصاعد وتيرته خلال السنوات الأخيرة" صفحة القناة الرئيسية بعنوان: "الشباب الفلسطيني: "الآن سوف نقاتل" في وقتٍ تخطط فيه "إسرائيل" لاتخاذ تدابير أمنية جديدة، للحد من حوادث الطعن والهجمات الأخيرة.

المصدر: العربي الجديد