القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

الالتفاف على حق العودة

الالتفاف على حق العودة

بقلم: رشيد حسن

أخر صرعات العدوالصهيوني، ومؤامراته القذرة، التي لا تنتهي، للالتفاف على حق العودة، هو ما أعلنه حارس الماخور، الارهابي ليبرمان، وزير خارجيته، بتخصيص صفحة على موقع وزارته على " الفيسبوك”، بعنوان” أنا لاجئ يهودي”تتضمن كافة المعلومات المزعومة عن اليهود، الذين تركوا الدول العربية، وذهبوا الى اسرائيل، والضغوطات التي تعرضوا لها على حد زعمه، لاجبارهم على الهجرة الى اسرائيل، والأموال والعقارات التي تركوها وراءهم.

هذه الفذلكة الصهيونية بامتياز، والتي تنضح كذبا، كما سنبين لاحقا، هي استمرار لسلسلة من المؤامرات بدأت منذ أن أجبر أكثر من 70% من الشعب الفلسطيني على الهجرة من وطنه .. ووطن ابائه وأجداده عام النكبة 1948،وشاركت فيها واشنطن بشكل خاص وفرنسا وبريطانيا، وكلها تدور حول الغاء "حق العودة” المقدس، والحكم على اكثر من خمسة ملايين فلسطيني، يعيشون في مخيمات البؤس والعار، وفي اربعة رياح الارض بالنفي الأبدي.

وفي هذا الصدد فلا بأس من التذكير، بأن العدو عمل مبكرا وبالتعاون مع واشنطن في عهد الرئيس ترومان، على تفريغ القرار الاممي رقم " 194 "من مضمونه، بالحصول على قرار آخر يحدد عدد الذين يسمح لهم بالعودة ب”100”الف لاجئ، ولكن المستجدات والمتغيرات التي عصفت بالمنطقة حينها، أفشلت هذا التوجه، وبقي حق العودة يؤرق العدو، واحتل صدارة مفاوضات "أوسلو” وتم تأجيل البحث فيه الى المرحلة النهائية من المفاوضات، وعمل العدو خلال فترة المفاوضات من تحت الطاولة، ومن خلال طرق التفافية، ومحادثات سرية، لشطب هذا الحق المقدس " وثيقة عبد ربه - بيلين”، وجاءت المبادرة العربية التي اقرتها قمة بيروت 2002، لتشكل طعنة خطيرة لهذا الحق التاريخي المقدس، حينما أخضعته لموافقة العدو.!!

ومن هنا يتبين لنا ومن خلال المقارنة بين الموقفين الصهيوني، والعربي الفلسطيني المفارقة الخطيرة، والمتمثلة في اصرار العدو على التمسك بالباطل، والعمل على شطب الحق، من خلال التزوير وقلب الحقائق.

فاليهود لم يهاجروا من الاقطار العربية، بفعل القمع وحروب الابادة،كما فعلت العصابات الصهيونية المجرمة في فلسطين، وفق نهج مدروس لطرد الشعب الفلسطيني من وطنه، واقامة الكيان الصهيوني العنصري على انقاضه، حيث تم تدمير أكثر من "520” قرية” اقيمت عل أنقاضها المستعمرات،لاستقبال اليهود المهاجرين من كل أصقاع الأرض .

لقد مارست الحركة الصهيونية كل الاساليب غير المشروعة لاجبار يهود الدول االعربية، على الهجرة الى اسرائيل، ونذكر هنا ب”فضيحة لافون” في مصر، والتي كان الهدف الرئيس منها، دفع اليهود الى الهجرة، والاعمال الارهابية التي تعرضوا لها في بغداد على يد العناصر اليهودية المندسة لدفعهم الى الهجرة، واخيرا، عملية " بساط سليمان” التي اشرف عليها الارهابي شارون، وبمساعدة حاكم السودان النميري، حيث تم تهجير عشرات الالاف من يهود الفلاشا الاثيوبيين، عبر السودان الى اسرائيل، في ثمانينيات القرن الماضي .

باختصار... ان افضل رد على محاولات العدو، شطب حق العودة،هو التمسك بهذا الحق، ورفض الحديث عن اية حلول اذا لم تتضمن تنفيذ هذا الحق كاملا غير منقوص، والطلب من مؤسسة القمة العربية تجميد المبادرة العربية، وتخصيص صفحة، أو بالأحرى صفحات على "الفيسبوك” لحق العودة، ولكافة القرى التي تمت ازالتها عن الوجود، تتضمن معلومات وافية؛ مساحتها، عدد سكانها، اسماء الشهداء، وصورا عن "قواشين” الارض، لتعرف الاجيال، ان العدو الذي يتقن التزوير والتدليس، لم يكن يملك في فلسطين، حين اغتصبها اكثر من 6% من مساحتها الجغرافية.

"تخاريف” حارس الماخور، تشي كم هو مرعوب من الحقيقة ... ومن المستقبل.

المصدر: جريدة الدستور الأردنية