الانتفاضة الثالثة وخيارات المصالحة..
مشهور عبدالحليم- بيروت
ما عادت المناورات تجدي نفعا وما عاد الشعب الفلسطيني ليتقبل تخديرًا وخذلانًا وقد ضاق بالواقع السياسي ذرعًا وضاقت عليه الأرض بفعل سياسييها المتحكمين بحريته وكرامته ولقمة عيشه، وللشعب الفلسطيني حق في ربيع عربي كما للشعوب المستضعفة فله الحق أن ينتفض بوجه المحتل القاتل الغاصب لأرضه ومقدساته وله الحق أن يثور بوجه السلطة الجائرة التي تحرمه حق التحرك والحرية والعمل والحياة الكريمة ومقاومة المحتل وتلاحقه وتزجه في السجون إما لمعارضته لإدارتها وفسادها وأما لوشاية من الاحتلال بتهمة الانتماء لأحد فصائل المقاومة.
القيود تلاحقه
كيف لمواطن أن يكون حرًا في وطنه وأرضه وهو ملاحق تطوقه حواجز الاحتلال والأسلاك الشائكة والجدر والمداهمات التي تؤرق حياته، ثم تطارده الأجهزة الأمنية على خلفيات سياسية، وبسبب عدم إعطائه الولاء والتعاون مع تلك الأجهزة في الضفة الغربية، وأمام هذا الواقع المأساوي المرير.
المصالحة في مهب الريح
مع انسداد أفق المصالحة التي كان الفلسطيني يحلم أن تتحقق يومًا ما فإذا به يكتشف أن جولات الحوار في القاهرة ذهبت أدراج الرياح ولحقت بسابقاتها من الحوارات لأن التبجح بالمصالحة كان مناورة سياسية سخيفة يراد منها تخدير الشعب والتلاعب على مشاعره من ناحية والإيحاء للعدو أن لديه خيارات أخرى من ناحية ثانية، لكنه فشل في كلا الأمرين، فشل في إيهام وتضليل الشعب الفلسطيني الذي كان قد خبره على مدى السنوات الماضية لعدم جديته بالمصالحة ولأنه ليس صاحب القرار في إتمام مصالحة داخلية.
وفشل في المناورة على العدو لأن العدو يعلم أنه سرعان ما يتراجع ويخضع للإملاءات التي تفرضها الإدارة الأمريكية والكيان الصهويني من ابتزاز في المساعدات المالية التي تقدم لتستمر السلطة على ماهي عليه من تنفيذ لاتفاقات التنسيق الأمني مع الكيان الصهيوني لأن وظيفة أجهزة السلطة أمنية بامتياز.
ونحن على ثقة ويقين بأن الشعب الفلسطيني لا ينام على ضيم وهو على جهوزية تامة ودائمة، ما ألقى السلاح يومًا وما تهاون في الاستبسال والتضحية من أجل الوطن والمقدسات ومن أجل هويته وكرامته، ولذلك فإن أفضل الطرق للوحدة الوطنية هي كما كانت في الانتفاضتين الأولى والثانية هي التنافس في ميدان العمليات الاستشهادية التي صدمت المجتمع الصهيوني الذي بات يفكر بالهجرة المعاكسة لأنه يخشى الموت ويحرص على أرخص حياة.
الوحدة واجب والمقاومة حق
الشعب الفلسطيني يدعو كافة الفصائل المقاومة لتجديد العهد والولاء للأرض والمقدسات ويبعث برسالة هامة مفادها أنه جاهز لانتفاضة ثالثة ورابعة من أجل فلسطين والقدس والأقصى مهما غلت التضحيات. وهو يدرك أن مقاومة المحتل واجب شرعي وأخلاقي ووطني كفلته له كل الشرائع السماوية والأرضية ومستعد ليقدم الدماء والشهداء لتحرير الأرض والمقدسات.
نداء للامة..
العدو الصهيوني وقطعان مستوطنيه يدنسون الحرم القدسي ويتحينون الفرص للانقضاض على المسجد الأقصى بحجة ما يزعمون من وجود هيكل لهم في أسفل المسجد مستغلين انشغال العالم العربي بثوراته، ولذلك ندعو لانتفاضة ثالثة ولتنطلق العمليات الاستشهادية مجددًا لتهز الكيان الصهيوني حتى لا ينعم بالأمن والأمان، ولتكن انتفاضة ثالثة تعيد للشعوب العربية والإسلامية عزتها وكرامتها وتوحد بوصلتها اتجاه عدو واحد، انتفاضة من شأنها أن توحد الجهود وتسقط كل الأوهام والادعاءات القائمة على سراب سلام مزعوم ملبس بحفنة من الدولارات ,فالانتفاضة والمقاومة هما السبيل الوحيد لتوحيد الشعب وقوى المقاومة الذين وحدهم قادرون على كسر ودحر الاحتلال وتحقيق حلم الشعب بالحرية والكرامة والعودة إلى وطنه ودياره التي هجر منها.
المصدر: البراق