الاونروا نكبة الوجود ونكبات الغياب
بقلم: عمر كلاب
رغم انني احد مخرجاتها التعليمية، الا انني لا احمل حقدا
على مؤسسة دولية - حتى الذرية - مثل حقدي عليها، اي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين،
الاونروا، بوصفها شاهدة على الإذعان القسري للاحتلال واستبدال خيرات الارض السليبة
بمعونات اغاثة متعددة من البسة واطعمة وطحين وسكر وأرزّ، وفي مرحلة وعي مبكّرة كنت
اتمنى لو فعل الشعب الفلسطيني كما فعل الشعب الالماني وأعاد كروت الاعاشة، المؤن، بعد
ان قرأت ذلك في كتاب، وحلمت بأنني أقوم بتنظيم طوابير اللاجئين الراغبين بإعادة هذه
الكروت اللعينة، وغادرنا الحلم كما غادرتنا احلام وطنية وقومية كثيرة.
واستحضر في الكتاب صورة الخميني الزعيم الايراني الذي تجرع
السم وهو يعلن موافقته على انهاء الحرب مع عراق العروبة والشهامة وحارس البوابة الشرقية
الذي اضعناه كما اضعنا احلاما كثيرة من ضمنها اعادة كرت المؤن ، فأنا اتجرع السم وانا
امارس الكتابة عن ضرورة بقاء وكالة الغوث ، ولسبب واحد وحيد وأوحد ، وهو قانونها الخاص
الذي يحمي حق العودة، فالقانون العام للامم المتحدة بخصوص اللاجئين يقول : تسقط صفة
اللجوء عن اللاجئ حال حصوله على جنسية البلد المُضيف، واستثنى القرار العام اللاجئين
التابعين لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، الاونروا، اي ان بقاء وكالة الغوث
مصلحة وطنية فلسطينية عليا وغاية قومية رفيعة وضرورة اردنية قصوى .
واطالب الشعبين الاردني والفلسطيني قراءة وكالة الغوث من
هذه البوابة فقط ، والدفاع ببسالة عن بقاء الوكالة حتى لو تخلّى المجتمع الدولي عنها،
فهي الحارسة الوحيدة لحق العودة والاعتراف باللاجئين وقضيتهم وحقهم العادل بالعودة
والتعويض، وعلى الشعبين الضغط على حكوماتهم من اجل الضغط على المجتمع الدولي للالتزام
بدعم هذه الوكالة واستمرار وجودها وعملها، فالاهم بقاء الوكالة، لأن الغاء وجودها يعني
العودة الى القانون العام بخصوص اللاجئين وبالتالي يتحقق نصر للكيان الصهيوني اكبر
من نصر النكسة والنكبة معا، فاللاجئون الفلسطينيون في الاردن يبلغ تعدادهم قرابة الملايين
الثلاثة ويوجد في الاردن ثلاثة عشر مخيما تعترف بها الوكالة وثلاثة غير معترف بها،
وجميع اللاجئين يحملون الجنسية الاردنية .
الدفاع عن وجود وكالة الغوث هو دفع للبلاء الاكبر بالبلاء
الاصغر، ولذلك المطلوب دعم قرار وزير التربية والتعليم بعدم قبول اي طالب من مدارس
وكالة الغوث في المدارس الحكومية ، رغم انهم بعد المرحلة الالزامية يدخلون مدارس الحكومة
حُكما ، وعدم الاستماع الى الاصوات التي تتحدث عن انسانية القبول واضراره اذا ما بقي
119الف طالب في العراء وقطع ارزاق 7 الاف موظف في الوكالة، فالقضية وطنية بامتياز وليست
انسانية ولا يجب تكرار خطيئة قبول كرت المؤن من البوابة الانسانية، فلو لم يجد اللاجئ
قوت يومه ومسكن ايواء لخرج على الجميع شاهرا سيفه او بندقيته او عصاه، فعبر الانسانية
المجزوءة والمبتسرة اضعنا اوطانا وصارت الانسانية بديلا ومبررا لقتل المقاومة .
منذ سنوات والكيان الصهيوني يسعى الى الغاء وكالة الغوث بوصفها
الحارس لوجود اللاجئين وبقاء قضيتهم تحت الشمس والضوء رغم هشاشة تطبيق القانون الدولي
وقرارات الامم المتحدة، فعدم القدرة على التحرير لا يعني التفريط ، فسارق الارض القوي
لا يدفع بمالك الارض الى تطويب الارض باسمه بحجة الضعف، وتصريحات وزير الخارجية الخجولة
والمتلعثمة امام لجنة فلسطين النيابية تدعو للقلق ،فهذه قضية شرف وطني ولا تخضع لمراسلات
وتفاوضات وموانة ورجاء، وعلى الخارجية ووزيرها تقديم بيان واضح وصارم للجميع اسوة ببيان
وزارة التربية والتعليم
الذي الجم الاصوات المترددة والمتلكئة والانسانية المزيفة
.
المصدر: الدستور