التطورات في لبنان:
مرتكزات الموقف الفلسطيني
رأفت مرة
منذ اواسط شهر
تشرين الاول / اكتوبر الماضي..يمر لبنان بمتغيرات سياسية واجتماعية وشعبية تترافق مع
ازمة اقتصادية صعبة.. وسط تباين في الرؤى والمواقف وصعوبة في الوصول لحلول.
وتأتي هذه المتغيرات
في ظروف اقليمية محتدمة..ناتجة عن التدخل الامريكي في المنطقة وارتفاع مستوى الصراعات
الاقليمية والتهديد المتصاعد لقوى المقاومة ..وتنفيذ برنامج صفقة القرن التي لم تعلن
بنودها كاملة لكن ظهرت معالمها بوضوح.
وقد بدأ اللاجئون
الفلسطينيون في لبنان يعيشون نتائج وتداعيات هذه المتغيرات اللبنانية المحلية..
فهؤلاء يعيشون
اساسا في اوضاع اقتصادية واجتماعية صعبة جدا..وهم محرومون من حقوقهم الانسانية .ومن
ارتفاع البطالة لأكثر من 66 % ومنع العمل والتملك ..
اضافة الى التراجع
الكبير في دور وكالة الاونروا ونقص خدماتها الصحية والتعليمية.
ومنذ بدء التحركات
الشعبية في لبنان تم فصل مئات العمال الفلسطينيين .. وارتفعت اسعار السلع الاساسية
والخضار واللحوم الى ما يقارب 30 % وبدأت حركة الاسواق في المخيمات تتراجع..وارتفع
صوت العائلات طلبا للمساعدات العاجلة.. وسط تهديد بفقدان السلع الاساسية من الاسواق..او
تراجع قدرة اللاجئين على شرائها.
وتعذر على مئات
العائلات الفلسطينية تسديد اقساط طلاب الجامعات والمدارس..كما تعذر عليهم سحب مبالغ
نقدية من مدخراتهم البسيطة في المصارف.
كما بدات جهات
تنشر اخبارا وتقارير عن اعمال مشبوهة في بعض المخيمات.
لذلك من المهم
الاضاءة على صلب الموقف الفلسطيني في لبنان من ما يجري.
بداية نحن نؤكد
على خصوصية الاوضاع في لبنان وحق جميع اللبنانيين في ادارة شؤونهم وحل مشاكلهم بالطريقة
التي يرونها مناسبة.
ونحن كفلسطينيين
نعتقد ان اللبنانيين مروا بتجارب كثيرة وهم لديهم القدرة على معالجة قضاياهم الداخلية
وفق المصالح التي يرتأونها.
ونحن كفلسطينيين
نكون سعداء جدا بسماع خبر انتهاء الازمة في لبنان وايجاد الحلول السياسية والاقتصادية
المناسبة.
و الفلسطينيون
في لبنان ملتزمون مسيرة الامن والاستقرار والسلم والاهلي..وعدم التدخل في الشأن الداخلي
اللبناني.
ونحن عملنا ولا
نزال من اجل تحييد الوجود الفلسطيني في لبنان عن الصراعات المحلية والاقليمية..
وهنا نشدد على
مجموعة من المسائل :
اولا..نرفض رفضا
مطلقا اي محاولة من الجهات الخارجية الزج بالعامل الفلسطيني في اي صراع او فتنة
او عمل تخريبي يهدف الى ضرب المجتمع اللبناني او احداث فتنة طائفية او مذهبية..او الاعتداء
على الجيش اللبناني والقوى الأمنية..او طعن المقاومة اللبنانية في ظهرها او التحريض
عليها او اشغالها عن مواجهة الاحتلال.
ثانيا..نحن نشدد
على تحصين الداخل اللبناني من محاولات تخريبية يقوم بها العدو الصهيوني او من يتحرك
بتوجيهاته..ومن واجبنا كفلسطينيين ان نحصن مجتمعنا ونؤكد على ان لبنان القوي سياسيا
وداخليا عامل مهم لنا كفلسطينيين في معركتنا مع الاحتلال ومواجهة صفقة القرن
ومحاولات التوطين والتهجير.
وهنا نؤكد تمسكنا
برفض صفقة القرن ومحاولة اسقاط حق العودة.
ثالثا..اننا ندعو
الى موقف سياسي لبناني وفلسطيني قوي وموحد..يواجه ما تحاول الادارة الامريكية تمريره
بهدف تطويق قوى المقاومة واضعافها وحصارها ..
خاصة بعدما قطعت
قوى المقاومة شوطا كبيرا افشل الكثير من الاعتداءات الصهيونية وادى الى تحجيم وارباك
الموقف الصهيوني..وردع الاحتلال اكثر من مرة..
ثم علينا في هذه
المرحلة ان نراقب حالة التخبط في الداخل الصهيوني حيث تعصف الازمات بالكيان الذي يتجه
للتحقيق مع نتننياهو ولاجراء انتخابات برلمانية للمرة الثالثة خلال عام.
وهنا من مصالحنا
العليا كقوى مقاومة ان نحصن موقفنا ونمنع العدو الصهيوني من محاولة نقل ازماته للخارج
عبر استهداف الفلسطينيين او اللبنانيين .
رابعا..نحذر اي
جهة فلسطينية من التورط في اي لعبة او مخطط أمريكي لأي سبب..وننبه الى ما تقوم به الادارات
الامريكية من اعمال تدميرية و تخريبية في المجتمعات تصل في النهاية لبقاء الكيان الصهيوني
قويا متماسكا في محيط منهك سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
خامسا..نؤكد على
ضرورة القيام بخطوات اغاثية عاجلة لخدمة المجتمع الفلسطيني في لبنان وتوفير مساعدات
غذائية وطبية عاجلة.. تخفف عن اللاجئين وتوفر شبكة أمان اجتماعي تساهم في ابعاد الفلسطينيين
عن محاولات توظيف واقعهم الاجتماعي في مشاريع فتنوية.
سادسا..ندعو وكالة
الاونروا الى الاعلان عن برامج ومشاريع عاجلة لاغاثة اللاجئين الفلسطينيين في لبنان..
واطلاق حملة تبرعات طارئة لخدمة ما يقارب 300 الف لاجىء فلسطيني يقيمون في لبنان ويعيشون
في ظروف صعبة.
سابعا..نشدد على
وحدة الموقف الفلسطيني المشترك وضرورة تطوير اليات العمل لمواكبة المستجدات وتعميق
التعاون مع اللجان والاطر والمؤسسات. بما يخدم وحدة الموقف. اضافة الى استمرار التعاون
مع جميع المكونات اللبنانية.
ثامنا..نحذر كل
من يحاول التحريض او خلق اجواء من التوتر داخل بيئة المجتمع الفلسطيني في لبنان..سواء
تحت عنوان الهجرة او طرد الاونروا او اغلاق مكاتبها او اي شكل من اشكال الاصطفاف .
وندعو القوى السياسية
الفلسطينية والنخب والعلماء الى توعية المجتمع الفلسطيني وإبعاده عن كل ما يسيء الى
امن لبنان وجيشه وشعبه وقوة مقاومته.او يهدد مصالح اللاجئين الفلسطينيين او يضعف مجتمعهم.
ونختم لنقول اننا
كلاجئين فلسطينيين في لبنان نسعى للعيش في أمن وهدوء واستقرار في لبنان..مع كامل حقوقنا
الاجتماعية .. وبناء أفضل العلاقات مع الشعب اللبناني الشقيق حتى تحرير
فلسطين والعودة اليها عبر مشروع المقاومة.