الحاج ابو توفيق
بركة الصفوري.. «الفلسطيني«!
ياسر علي
رحل الحاج أبو توفيق*.. اعترف
أنني عرفته متأخراً.. في العام 1999 تقريباً.
أول مرة رأيته في
دكانه في مخيم البرج الشمالي، لفت نظري لباسه وحطته الفلسطينية البيضاء الأصلية، التي
غنى القساميون لها، في القصة الشهيرة:
حطّة وعقال بعشر
قروش.. والنذل لابس طربوش
أنيق ومعتز وجميل
وتراثي ووطني بهذه الحطة.. لم يتخلف عن فعالية أو نشاط.
عندما كنتُ رئيساً
لتحرير مجلة العودة، اخترتُ له صورةً شهيرة عند سياج بوابة فاطمة، وكتبت عنه الأبيات
التالية:
يا بْلادْ طَال الشُّوقْ..
وِالقَلْب يِبْكي دَمْ
لا بُدْ يِيجِي شْرُوقْ..
يِمْحِي الظُّلمْ والهَمْ
وِنْهِدّ سُورِ الشُّوكْ..
وبْأَرْضِكِ بْنِلْتَمّ
وكم أسعدني أنه كان
يحتفظ بالصورة (وهي صفحة كاملة من مجلة العودة - الغلاف الأخير) وعليها الأبيات التي
كتبتها.
في تلك الرحلة التي
نظمتها منظمة ثابت لحق العودة، قال لي أحد الصحفيين: هذا الحاج "فوتوجينيك"
للقضية الفلسطينية..
قلت له: قصدك فلسطيني
أصلي.
وابتسم موافقاً..
في تلك الرحلة التقطنا
له صوراً مع حفيده، ونشرناها على غلاف #مجلة_العودة.
كان الحاج، يقول
ما يفكر به، ولا يخشى الملام، وربما كان قاسياً أحيانا، لكن قناعاته كانت سبب صلابته.
نذر أولاده لفلسطين..
لم يكن يهمه الحزب أو التنظيم بقدر ما تهمّه المقاومة.
وحين سئل في مقابلة
تلفزيونية عن هذا الأمر، قال معتزاً بأبنائه: أنا عندي ثمانية شباب، أول أربعة كانوا
مع #فتح، وثاني أربعة صاروا مع #حماس، مشروع المقاومة هو الأساس.
رحم الله الحاج ابو
توفيق بركة، وجزاه عنا وعن فلسطين كل خير، وعزاؤنا لعائلته وأبنائه الكرام الأعزاء.
*
والد الممثل السابق لحركة حماس في لبنان الحاج علي بركة