القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الأحد 24 تشرين الثاني 2024

الحاج محمد كريّم: خرج البريطانيون من فلسطين وسلموها لليهود.. وقاوم الفلسطينيون بما عندهم من سلاح

الحاج محمد كريّم: خرج البريطانيون من فلسطين وسلموها لليهود.. وقاوم الفلسطينيون بما عندهم من سلاح

دينا آغا – صيدا

لم أكن لأفوّت فرصة اللقاء مع السيد محمد أحمد كريّم (مواليد مجد الكروم عام 1933) دون أن أجمع شيئاً من ذاكرته عن "البلاد"، فهو آتٍ في زيارة من المهجر، وقد زارنا في البيت يوم الجمعة 22-7-2011 بصحبة عم والدتي عبدالكريم سلامة.

ورغم أن الحاج محمد من مواليد مجد الكروم إلا أنه أمضى حياته قبل العام 1948 في بلدة المنشية ( منشية عكا)، التي يعتبرها بلدته، وعنها يقول:

"كانت تجاور بلدتنا كفر ياسيف، الغابسية والزيب والبصة والمكر وغيرها. وكانت الخيل والعربات التي كانت تسمّى بالكارّة والحنطورهي وسائل النقل المعتمدة في البلد.

ومن العائلات التي سكنت المنشية: دار أبو ظلام، الزرعينة، حامد، دياب، وخريبي، وغيرها.

وكان في البلدة مضافتان: مضافة الحاج خليل حمدو ومصطفى دعبس وهذان الأخيران كانا من وجهاء البلد، أما المختار فكان علي خريبي.

كان في المنشية مقامان لأولياء يقوم الناس بزيارتهم في بعض المناسبات هما: مقام الولي أبو عتبة ومقام النبي صالح.

أما المدرسة فكانت مدرسة صغيرة من أساتذتها الأستاذ سليم القاطوري وهو من منشية عكا، ومن الطلاب الذين ذهبوا معي إلى المدرسة أذكر: بديع خريبي، عباس صليبي، محمود صليبي، عيسى الترك، ياسين الحاج حسين. أما مدير المدرسة فهو إبراهيم السخنيني.

أما جامع البلدة فهو جامع صغير يقع على إحدى أطراف المنشية وأبو العبد الآغا هو من كان يؤذن في الجامع.

في بلدتنا هناك عين اسمها عين الست، ومياهها للشرب تقوم النساء بتعبئة الجرار منها وكان هناك "أناي" – قناة - للمياه تمتد من عكا إلى الكابري وكذلك كان هناك مواتير لجر المياه موجودة في البساتين وهي مستخدمة للري.

كذلك كان في المنشية قهوة وحيدة (مقهى) يملكها فهد حامد وكان فيها حكواتي لم أعد أذكر اسمه ولكن أذكر إحدى القصص التي كان يرويها وهي قصة الزير. وكان حسين الحاج حسين يملك راديو وحيدة لم يكن هناك غيرها في البلدة وكنا ندفع له مصروفنا كي نستمع إلى برنامج "كوكو كوكو" على إذاعة لندن، وأحيانا كانت رحلتنا المدرسية إلى ذلك الراديو كي نستمع إلى مسلسل شهريار.

أما اللحام فكان دياب الطيراوي، ومن وجهاء البلد كان عيسى الحاج مراد، علي خريبي، حسين الحاج حسين، الحاج خليل حمدو.

أما الحلاق فلم أعد أذكر اسمه ولكني أذكر أن والدي كان يدفع له بالسنة من الغلة أي من نتاج الأرض، وكان هناك فرنين في البلد أحدهما لشخص اسمه يوسف الطري.

فمن كان يملك بعض القروش يشتري بها بارودة انجليزية

سنة 1948 خرج البريطانيون من فلسطين وسلموها لليهود وبدأ اليهود بإخراج الناس من البلاد بالقوة ولقي اليهود بعض المقاومة من الفلسطينيين ولكنها مقاومة بسيطة جدا، فمن كان يملك بعض القروش يشتري بها بارودة انجليزية.. عمي محمود ووالدي أحمد كانوا ممن حملوا بواريد وخرجوا لحراسة البلدة ، وقد مات الكثيرون من بلدنا في تلك المعارك الصغيرة التي حصلت بينهم وبين اليهود وقد توفي أحمد شكري زوج عمتي في عكا على إثر إحدى تلك المناوشات.

وبعد انهزام تلك الفرق الفلسطينية بدأ الناس بالخروج ، فنحن خرجنا من المنشية إلى مجد الكروم وبقينا فيها شهرا كاملا ولكن سرعان ما أتى دور احتلال مجد الكروم فخرجنا وحملنا معظم ما نملك نحن وبيت عمي وجدي على حمار واحد ونحن في طريق المسير كان كل ما يتعب الحمار نرمي شيئا من الحمولة هكذا حتى وصلنا إلى قانا في لبنان وبقينا قرابة أسبوع ننام تحت الشجر ثم مشينا إلى عدلون ومكثنا فيها حوالي أربع سنوات وعمل والدي بالزراعة في هذه الفترة من ثم أُخرج الفلسطينيون من مختلف البلدات اللبنانية وتم توزيعهم على المخيمات وهكذا انتقلنا إلى مخيم عين الحلوة".

واختتم الحاج محمد كريّم ذكرياته عن المنشية والخروج عنها قائلاً:

"هذه هي رحلة الكفاح التي تشابه معظم القصص التي قد تسمعينها من أي أحد. فمعاناة الشعب الفلسطيني من أي بلدة كان هي معاناة واحدة ونأمل من الله تعالى أن يعيدنا إلى بلادنا فتعود لنا كرامتنا وكبريائنا".

وبالطبع كان لشجرة عائلة كريّم وبض تاريخها وقت خاص من هذا اللقاء، فعملنا على رسم الشجرة بدءاً من الجد يوسف وولده رستم،أما رستم فقد أنجب محمود، أحمد، وشامة.

رستم: هو جد الحاج محمد وهو من مواليد فلسطين وعاش فيها وكان يعمل بما يسمى جمّالا أي لديه جمال يستخدمها في النقل. رستم كان رفيع الجسد وطويل القامة، وهو من أصحاب الأملاك في المنشية ولديه بيّارة أسسها ثم عمل فيها أولاده وأحفاده، تزوج من آمنة العبد الله من مجد الكروم، توفي رستم في لبنان ودفن في عين الحلوة.

وجدير بالذكر أن رستم كان مع الجيش التركي في الحرب العالمية الثانية حيث حمل الأتراك الرجال في القطار وأخذوهم للمشاركة في القتال.

محمود رستم كريّم: من مواليد فلسطين وكان يعمل في الأرض مع أخيه أحمد ، تزوج من مريم العبد الله من مجد الكروم وأنجب منها: جميل، محمد، أحمد، صبحية، رسمية، لطفية، وآمنة. وتوفي محمود ودفن في لبنان.

أحمد رستم كريّم: هو من مواليد فلسطين كذلك وتعلم بعض الصفوف من المرحلة الابتدائية كان يعمل في الأرض ويقوم ببيع نتاجها في عكا وحيفا. تزوج من نايفة صالح خريبي من منشية عكا وأنجب منها: إبراهيم، فؤاد، علي، رية، أمينة، سعدة، وفاطمة. توفي في لبنان ودفن في مقبرة صيدا.

المصدر: موقع هوية