الحكومة وبقايا أمل
بقلم: عصام شاور
عندما قرر وفد الوزراء مغادرة غزة في أعقاب فشلهم
في إحراز أي إنجاز أكد رئيس الوزراء د.رامي الحمد لله أن الأمور بين الحكومة وحركة
حماس لم تصل إلى طريق مسدود بعد، وأن الخلافات العالقة بالإمكان حلها، وأنه سيزور غزة
الأسبوع القادم، ودعا الشعب الفلسطيني إلى عدم فقدان الأمل بالمصالحة.
من كلام رئيس الوزراء نفهم أن الوفد لم يختطف
أو تفرض عليه الإقامة الجبرية، ولم يحدث أي من الافتراءات التي ساقها الإعلام الفلسطيني
بوجه عام، وبعض كتاب صحيفة يومية بوجه خاص.
المشكلة أن بعضًا يتاجر بمعاناة شعبنا ولا يحس
بها، كل همهم إلقاء التهم جزافًا، ولا قيمة لديهم لمشاعر المواطنين وهمومهم، ولا شأن
لهم في التوصل إلى اتفاق، بل قد يزعجهم الاقتراب من الحل، ويفرحهم صوت الفشل وضبابية
الأجواء.
حتى هذه اللحظة لم نعرف بالضبط حقيقة ما جرى،
ففتح تلقي باللائمة على حماس التي أكدت أن عودة الوزراء جاء بأمر من رئيس الوزراء،
أما الفصائل الأخرى فقد اتهمت فتح وحماس بإفشال الزيارة؛ بسبب سياسة الثنائية والإقصاء
التي يمارسانها، أي كما يقول المثل: "كل يغني على ليلاه"، ولكن لابد أن هناك
حقيقة، وهي التي أشار إليها د.رامي الحمد لله، خلافات ما زالت عالقة بين الحكومة وحركة
حماس لم تحل، أما تفسير تلك العبارة، فلكل وجهة نظر فيها، وبناء على ذلك إننا نطالب
"الرداحين" بالكف عن ردحهم، خاصة أن الجماهير انفضت عن كل "رداح"
وكذاب ومفتر، ونطالب حكومة الوفاق بأن تجد حلًّا جذريًّا لمأساة الموظفين المدنيين
والعسكريين في غزة؛ لأن قضية الموظفين هي القضية المحورية في الخلاف بين الحكومة وحماس.
أختم مقالي بتعقيب على مقولة درجت، ويتداولها
وزراء ومسئولون، وآخرهم وزير الصحة: "نحن حكومة توافق وطني لا نتحاور مع فصيل؛
لأننا لسنا سياسيين"، تعقيبًا على ذلك أقول: إنها حكومة الرئيس كما صرح السيد
الرئيس بنفسه، وليست حكومة توافق، حكومة خلافها الوحيد مع حماس، وفي آخر زيارة لرئيس
الوزراء إلى غزة اجتمع مع أكثر من 60 شخصية قيادية من حركة فتح في غزة، وتناول معهم
الطعام، في حين لم يجتمع إلا مع أربعة من قادة حماس وقدم لهم العصير والقهوة فقط، ولذلك
دعونا من مقولة "لا علاقة لنا بالفصائل".
المصدر: فلسطين أون لاين