الخير فينا.. فلسطين
تنادينا
بقلم: منى محمد باشا
*
فلسطين لوحة لا يخلو
منها منزل لبناني..
هي خارطة تتوسط خريطة
للعالم احتفظ بها أب منذ أن كان تلميذا.. أو عباءة مطرزة هدية للأم. هي قبة للأقصى
في إطار مذهب فوق سرير جدة أو دعاء يردده الجد عقب كل صلاة. هي فكرة يلتهب لأجلها عقل
شاب وشعار تنتهجه فتاة..
فلسطين أنشودة يغنيها
طفل سيبقى يدندن كلماتها حين يكبر في أوقات لن تخطر على باله..
هكذا هي فلسطين الفكرة،
فرضت نفسها في وجدان كل كبير وصغير، تماماً كما فرضت نفسها في قصص التاريخ وأحداث الحاضر
وآمال المستقبل.. هي فلسطين المكان، جمعت الإنسان والزمان والأديان.
لا يمكن إذا بشكل من
الأشكال أن تغيب عن أذهاننا.. قد تتزاحم معها مآس ومشكلات وأفكار جديدة أو قديمة، لكنها
تعود لتتصدر الاهتمام لأنها بذرة جميلة وقضية محقة لا تُزهر بأرواحنا سوى الخير..
وإذا كنا نحمل بذرتها
داخلنا.. فالخير فينا.
فلسطين نحملها معنا
جزءا من هويتنا وقضيتنا، نحملها جرحاً وأملا، ولا خيار للجرح والأمل سوى أن ينادي،
ولا ينادي المنادي سوى من يعرف.. وفلسطين التي نعرفها تعرفنا وتعرف أن الخير فينا..
لذا ففلسطين تنادينا.
بذرة خير نمت منذ ما
يقارب الأربع سنوات حيث أنشأت دار الفتوى في الجمهورية اللبنانية "صندوق الخير"،
برئاسة الشيخ الدكتور زهير كبي وعضوية عدد من الشخصيات اللبنانية في مجلس أبنائها،
وإدارة تنفيذية تقوم على شأنها اليومي يقودها الأستاذ حسن فريجة، وهو صندوق يقوم على
جمع تبرعات عبر القيام بحملات، ومن ضمنها الحملة الوطنية لمساندة الشعب الفلسطيني لتنطلق
"الخير فينا.. فلسطين تنادينا" هذا العام تزامناً مع ذكرى الإسراء والمعراج
ويوم الأسير الفلسطيني وذكرى الإسراء والمعراج، ومرور عشر سنوات على حصار غزة.
أواصر المساندة بين
الشعبين اللبناني والفلسطيني ستتعدى حاجز التضامن المعنوي لترتقي إلى تضامن مادي على
مستوى الأفراد وفئات المجتمع.. ويصل خير الشعب اللبناني إلى أطفال فلسطين وأيتامها
وأراملها ومحتاجيها.. إلى أهالي الأسرى وإلى المرابطين في الأقصى والمحاصرين في غزة.
ستبدأ الحملة بتاريخ
٢٥ نيسان لتستمر أسبوعين، بهدف التذكير بالقضية الفلسطينية ومعاناة الشعب الفلسطيني
تحت حكم الاحتلال وجدار الفصل العنصري في الضفة الغربية وفي ظل الحصار المفروض على
قطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات.
وتهدف الحملة أيضا للتأكيد
على مكانة القدس والمسجد الأقصى والمقدسات في العقيدة والهوية الوطنية بالنسبة للشعب
اللبناني.
يشترك بالحملة ما يقارب
ال ١٤ من المؤسسات والهيئات الاجتماعية المساندة والمحبة لفلسطين بالإضافة إلى دار
الفتوى وعلمائها وخطباء المساجد والأوقاف الإسلامية كذلك تشترك في الحملة ما يقارب
ال 100 مدرسة والكشافة ويساهم بالترويج للحملة أكثر من 15 من وسائل إعلام محلية وفضائيات..
كذلك عبر حشد الجهود والدعاية والمتطوعين، وهذا ما وعد وشجع عليه عدد من المفتين ورؤساء
دوائر الأوقاف ورؤساء الجمعيات في لبنان.
سيكون للحملة برنامج
حافل بالأتشطة والفعاليات على كافة المستويات.. ولذلك فقد تشكلت لجنة إعلامية ولجنة
نسائية وأخرى للجمعيات، تجتمع دورياً لبحث التنسيق وتنفيد الخطط والأنشطة الموحدة.
سنشهد قريباً إذا في
مدننا ومدارسنا وأحيائنا، روحاً جديدة من التضامن بين اللبنانيين على الأرض من جهة
وبين اللبنانيين والإخوة الفلسطينيين داخل فلسطين من جهة أخرى معنوياً ومادياً، عل
هذه الحملة، بالجهود والمسؤولية والهدف السامي بل والواجب، تحقق نداءات طالما نادينا
بها وتحقق أمان طالما دعونا من أجلها..
هي خطوة في طريق تثبيت
أهل فلسطين حتى تعود لأهلها.. وأبطال هذه الخطوة ليسوا دولا ولا منظمات دولية، هم أفراد،
مواطنون، جمعيات أهلية، متضامنون، لا يشكل تضامنهم مع فلسطين تجاهلاً لواقعهم ومشاكلهم،
بل تحقيقاً لوحدة المشاكل ووحدة الهدف في أرضنا وعالمنا العربي الغالي.
* صحافية لبنانية متطوعة
لدعم فلسطين