القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

الدكتور موسى أبو مرزوق وتصريحه حول إيران

الدكتور موسى أبو مرزوق وتصريحه حول إيران

بقلم: أحمد الحاج

ثارت ثائرة الكثيرين عقب تصريح الدكتور موسى أبو مرزوق الذي قال فيه "سقف ما قدمته إيران للمقاومة لا يوازيه سقف آخر". هذه الأجواء لها ما يبررها في ظل ما يحدث في المنطقة، ومن بينها اتهامات لإيران بتسعير الخلافات المذهبية، ودعم أنظمة تسلطية.

ومع ذلك، تبدو أن الكثير من الانتقادات لم تبحث كثيراً في الأسباب التي دعت أبو مرزوق لإطلاق تصريحه حول إيران.

يعلم الدكتور موسى أبو مرزوق أن هذا التصريح غير شعبي داخل حركته، ولن يحظى بالقبول العام، وذلك يُسجل له لا عليه، فتلك شجاعة قائد يبحث عن مصلحة استراتيجية لحركته وشعبه وليس تصفيقاً آنياً يذهب تأثيره مع ذهاب الصوت.

إضافة إلى الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها (حماس)، هناك أزمة انسداد في البيئة الإقليمية لا تقل خطراً. فحركة (حماس) حلفاؤها قليلون في المنطقة، وأخصامها كثر. ولم تعد سراً المشاريع الكثيرة التي تستهدفها وتستهدف القضية الفلسطينية، ومعظمها رُسم في بلاد عربية، وتُموّل أهدافه بمال عربيّ.

وكل دول المنطقة (نعم كل)، يلتقي مسؤولون منها بمسؤولين إسرائيليين. أمام هذا الانسداد كان لا بد لحماس أن تبحث عن كسر عزلة القضية الفلسطينية من خلال إحداث خرق في دولة إقليمية كإيران.

كما أن إيران حاضرة بقوة في أربع دول عربية تتواجد فيها أعداد كبيرة من الفلسطينيين أو يوجد فيها مصالح فلسطينية مهمة. ففي لبنان، حيث يتمتع حزب الله بنفوذ لا يُضاهى، هناك حوالي 500 ألف فلسطيني، محرومين من أبسط حقوقهم، ولا بد من علاقة ما مع كل القوى السياسية لتحصيل ما أمكن من حقوق، وحفظ أمن المخيمات الفلسطينية.

وفي سورية أيضاً هناك أكثر من 500 ألف فلسطيني (مفوض الأونروا بيير كراهينبول قال قبل أيام إن120 ألف فلسطيني غادروا سورية)، واقع معظمهم في مناطق ساخنة، ويحتاج ذلك من (حماس) وغيرها للتواصل مع كل الأطراف لحماية ما تبقى منهم. وما ينطبق على سورية ولبنان ينطبق أيضاً على العراق واليمن (اعتُقل ممثل حماس هناك).

والسؤال هو هل تستطيع (حماس) أن تدير علاقاتها الدولية والإقليمية وكأنها المسؤولة الوحيدة عن الأمة، وهي بالكاد تستطيع إدارة قطاع غزة الصغير المحاصر؟ إن في ذلك تحميلاً لحماس فوق طاقتها بكثير. فإذا استجابت اليوم لدعوات البعض لقطع علاقتها مع إيران، فربما يطالب البعض الأخر غدا بقطع علاقتها بروسيا لانتهاكاتها في الشيشان، وبعد غد إدارة الظهر للصين بسبب مشكلتها مع الأيغور المسلمين، وبعدها ربما تتصاعد الدعوات لإعلان الحرب على الهند بسبب أن رئيس وزرائها ناريندرا مودي متهم بمذابح غوجارت ضد المسلمين.

إن (حماس) أثبتت خلال السنوات الماضية أن مواقفها وعلاقاتهالا يُمكن أن تُرتهن لأي جهة، بل تنطلق من مصالح شعبها فقط، وما قاله أول رئيس للمكتب السياسي لحركة (حماس) الدكتور موسى أبو مرزوق، لم يخرج عن هذا الإطار، سواء أصاب أم أخطأ.