السنابل الحديدية
رأفت مرة
بثت قناة اسرائيلية قبل ايام برنامجا عن الحرب التي
يشنها الاحتلال الإسرائيلي على حركة حماس داخل فلسطين وخارجها .. بهدف منع المقاومة
من امتلاك قدرات عسكرية متميزة ومحاربة جهود حماس في الحصول على تكنولوحيا متطورة..
تمكنها من تحسين وتطوير ادائها وتجعلها قادرة اكثر على ايذاء الاحتلال.
ويستعرض البرنامج الجهود التاريخية التي بذلتها
حماس من اجل تطوير بنيتها القتالية ..ويتوقف عند التعاون القائم بين مكونات الحركة
في الداخل والخارج من اجل مراكمة عناصر القوة..
لكن البرنامج يسهب في ذكر جهود حماس خارج فلسطين
في التزود بالوسائط المختلفة ونقلها للداخل واجراء التجارب او توفير المستلزمات من
عالم واسع ..ويؤكد (كما هو معروف حتما) وجود قرار اسرائيلي عالي المستوى بملاحقة كوادر
الحركة ومنعهم بشتى الوسائل ..اغتيالا او اختطافا..من تحقيق اهدافهم.
ان استراتيجية حركة حماس هي استراتيجية مقاومة..والحركة
تحمل مشروع المقاومة بكل فخر وأمانة ووعي ومسؤولية..وهي تدرك طبيعة هذا الصراع وخلفياته
وجذوره ومآلاته..والحركة تعرف طبيعة هذا الاحتلال وخصائصة ومصادر القوة ونقاط الضعف
عنده.
والحركة برؤيتها وقيادتها وكوادرها وعناصرها جادون
جدا في مواجهة الاحتلال..ويقومون بذلك بقناعة وايمان يعلمون ما ينتظرهم من مكاسب وخسائر في اطار التضحيات
المعلومة.
كما ان الحركة موحدة برؤيتها ومكوناتها التنظيمية
والمؤسساتية ووحدة قرارها في مواجهة الاحتلال والتصدي له ومواجهته..
والحركة ثابتة وواضحة جدا في هذا المسألة..
لا بل ان الحركة استطاعت بجهودها في الداخل والخارج
تطوير قدراتها ورفع جهوزيتها وهي تواصل هذا الجهد.
وان الحركة تدرك ان هناك صعوبات وتضحيات كبيرة ستدفعها..لكنها
تدرك ايضا ان هذه التضحيات ستساهم في تحقيق اهداف الشعب الفلسطيني في الحرية وبناء
الدولة المستقلة وتحقيق عودة اللاجئين.
على الاحتلال ان يفهم (وهو مدرك بالتأكيد) ان قرار
مواجهته لدى حركة حماس هو قرار نهائي وان فكر حركة حماس العقائدي ورؤيتها الوطنية الشاملة
تجعلها في موقع المواجهة الدائمة مع الاحتلال..وهذا هو اليوم اكثر ما يميز الحركة..التي
تجعل مواردها وامكانياتها تصب في استراتيجية المقاومة..وان قضية الاستسلام والاعتراف
والتسوية خارج حساباتها.
ولعل الاحتلال هو ذاته اكثر الاطراف وعيا وادراكا
لدور حماس في توظيف العقول والساحات من اجل الحاق الخسائر به..تمهيدا للتخلص منه نهائيا..
ان اسماء الشهداء او المعتقلين الذين ذكرهم البرنامج
والذين لم يذكرهم..هم رجال من قافلة العز والكرامة..من الشعب الذي حمل راية الثورة
والمقاومة..
وهؤلاء يسير خلفهم اليوم رجال كثر..يحملون المشروع
بايمان وثبات..
يتعلمون من التجارب..ويملكون رؤية ثابتة واثقة بالنصر
والتحرير.
ان هذا البرنامج الذي تم بثه يحمل الكثير من الرسائل
السياسية والعسكرية والامنية..
لكن أهم ما يحمله..سواء اعلن عنه ام لم يعلن..ان
الاحتلال يخشى هذه الخطوات ويخاف من هذا المشروع..ويرتعب من حجم ما يتحقق من إنجازات..
وان الاحتلال يطارد ويلاحق رجال حماس لأنه يدرك
انهم لا ينامون الليل من اجل تحقيق اهدافهم.
ان من حق حماس ان تفتخر بما جاء في البرنامج..وان
تعتز بما بذله رجالها من توفير الجهوزية للدفاع عن الارض والانسان والمقدسات.وما قدموه
من تضحيات..
من واجبي هنا ان اقول للاحتلال وان اذكره بما قاله
الشاعر محمود درويش :
وحبوب سنبلة تموت
ستملأ الوادي سنابل
فالشهداء عز الدين الشيخ خليل ومحمود المبحوح ومحمد
الزواري وفادي البطش والشهيد الحي محمد حمدان سنابل نبتت في ارض فلسطين..ستزهر مجدا
و انتصارات ..