القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 22 تشرين الثاني 2024

الشعب الفلسطيني انتصر على الطاغية «ترمب»


محمد أبو ليلى/
باحث في الشأن السياسي الفلسطيني

في 20 من كانون الثاني/يناير، يغادر الرئيس الامريكي دونالد ترمب البيت الأبيض، مهزومًا، مكسورًا، متقهقرًا، مضروبًا على رأسه، ظن بعنجهيته وتجبّره وتكبّره أنه سيهزم الشعب الفلسطيني والإرادة الفلسطينية، وأن من صلاحياته الدستورية، تغيير الحقيقة التاريخية والانسانية والاجتماعية والثقافية والقدسية لشعب يأبى الضيم والهزيمة، صاحب إرادة وعزيمة، يضع دمه على كفه، يقدم الغالي والنفيس من أجل أن يحيا كريمًا عزيزًا، ومن أجل تحرير وطنه وأرضه وإستعادة مقدساته.

نعم، "ترمب" هُزم والشعب الفلسطيني انتصر، "ترمب"سيذهب إلى مزابل التاريخ والشعب الفلسطيني سيبقى شامخًا كالجبال الشامخة، "ترمب" سيختفي وينتهي ويزول والشعب الفلسطيني سيبقى يكافح ويناضل ويبدع ويصبر ويجاهد جيلا بعد جيل، في سبيل أعظم وأقدس قضية عرفها التاريخ المعاصر.

منذ ثلاثة سنوات ونصف، وخلال حقبة "ترمب" المقززة، المقرفة، المشمئزة، حاول "ترمب" وإدارته الفاشلة، وصهره "الصعلوك" جاريد كوشنير، حاولوا فرض وقائع جديدة على الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية، غير آبهين بالفشل الأمريكي وعلى مدار 73 عاماً في محاولة منهم فرض أي مشروع لا يتوافق مع حق الشعب الفلسطيني بالعودة إلى ارضه وتحرير مقدساته.

والتاريخ حفظ وسجل، كل محاولة، وكل خارطة طريق، ولكنهم فشلوا فشلاً ذريعاً. واسألوا إن شئتم عن مصير مشروع ترومان، ومشروع دالاس، ومبادرة جوزيف جونسون، ومؤتمر مدريد، ورؤية بيل كلنتون، وإدارة بوش واوباما، كلها دفنها الشعب الفلسطيني.

ثم هذا الاحمق "ترمب" ومعه "الصعلوك" كوشنير جاؤوا ليفرضوا على الشعب الفلسطيني "صفقة القرن"، فما كان من الفلسطينيين إلا تمزيقها وافشالها، لتصبح كغيرها في مزبلة التاريخ، بفضل صمود وثبات وعزيمة الشعب الفلسطيني وصلابة قيادة المقاومة ووحدة الموقف الفلسطيني.

وللتاريخ، فإن إدارة "ترمب"، اتخذت 14 قرارًا، لتصفية القضية الفلسطينية، وتغيير الوقائع التاريخية، ومنها الاعتراف بالقدس عاصمة لـ "إسرائيل"، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وقطع التمويل عن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "اونروا" والتي تغطي الولايات المتحدة ثلث ميزانيتها في محاولة بائسة لإنهاء قضية اللاجئين الفلسطينيين، ووقف المساعدات عن مستشفيات القدس، وإغلاق مكتب منظمة التحرير الفلسطينية في واشنطن، وشرعنة الاستيطان، وإعلان صفقة القرن، وتأييد خطة الضم " الإسرائيلية" دون إصدار قرار، ونيّة "غير صريحة" لتغيير القيادة الفلسطينية، وقيادة التطبيع العربي مع "إسرائيل".

ومع ذلك، بقية الشعب الفلسطيني رغم الآلام والحصار المالي والاقتصادي وقطع المعونات صامدا محتسبًا، وبقيت مقاومته تتطور وتقدم نموذجًا رائعاً وعلى كافة الاصعدة والمستويات السياسية والعسكرية والامنية، والشعب الفلسطيني في الخارج لم يتزحزح عن ثوابته وبقيت عينه على فلسطين، رافضًا التنازل عنها مقابل حفنة من الدولارات، و*شعوب الأمة ورغم تخاذل الأنظمة، بقيت في صف الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة في مقاومة الاحتلال واستعادة الحقوق.

أما عن الذي تماشى مع خطة "ترمب" وقبِل الذل والهوان والانكسار، فقد افتضح أمره، وخسر مكانته وقيمته، والتاريخ لن يرحم هؤلاء، ولا الشعب الفلسطيني سيرحمهم، ولا حتى أي حر في العالم، فالخونة لا مكان لهم لا في الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل، وعند ساعة الحسم، ستكون الاثمان باهظة، جدًا باهظة بالنسبة لهم.

اخيرًا، حق للشعب الفلسطيني بفضل صموده، ومقاومته، ودعم الاحرار العالم له، أن يسجل في سجله الخالد انتصار جديد، لأنه رسم إحدى معالم الصمود والتحدي والثبات. رسم الشعب الفلسطيني، معالم العز والفخر، لأنه رفض الاستسلام ورفض الذل والهوان. رسم الشعب الفلسطيني أجمل لوحة من التماسك والتكاتف والتعاضض أمام الأمواج العاتية التي كانت الأكثر قوة وشدة منذ نكبته الاولى.

الشعب الفلسطيني انتصر على الطاغية ترمب، مع إدراكه أي الشعب الفلسطيني أنها ليست نهاية المعارك، ولكن الثابت بالنسبة لديه، أن النصر سيكون حليفهبإذن الله، "ويسألونك متى هو، قل عسى أن يكون قريباً.