القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الإثنين 25 تشرين الثاني 2024

الشعور بين الهزيمة والنصر في مسيرة القدس

الشعور بين الهزيمة والنصر في مسيرة القدس

بقلم: ظاهر أحمد عمرو

كان يراودني شعور بالخوف في مسيرة نصرة القدس التي نظمتها اللجنة الشعبية الاردنية في منطقة السويمة والتي تبعد 1 كيلو متر عن الحدود مع فلسطين المحتلة و20 كيلو متر هوائي عن المسجد الاقصى وذلك ان تكون المسيرة او التجمع لا يليق بالحدث .

ولكنني فوجئت بكثافة الحضور وتنوعه رجالاً ونساءاً واطفالاً وشباباً وشيبا ومن كل الاماكن في الوطن وكذلك بحسن التنظيم وبمشاركة الامن مشاركة حضارية نفتخر ونعتز بها لشعب حضاري مثقف وملتزم بالنظام .

ان الشعور الذي انتابني هو صورة في ذهني لهزيمة - نكسة – عام 67 والتي عايشتها وكيفية نزوح الناس من الضفة الغربية ووضعهم وهم شاردون خائفون جائعون يحملون القليل من متاعهم على رؤوسهم وهم في منطقة الاغوار وباقي مناطق المملكة.

كذلك ارتسم في ذهني صورة اللاجئين الفلسطينيين في عام 1948 والتي عرفتها من خلال الصور الوثائقية وكيف هي حالة الناس النفسية من اذلال وقهر وهزيمة لم يسبق لها مثيل عاشها الشعب الفلسطيني وكذلك الشعوب العربية الاسلامية .وكانت الصورة المعاكسة تماما والتي عشتها يوم الجمعة وهو يوم المسيرة الشعبية لنصرة القدس في منطقة السويمة وهو شعور السعادة والفرح وبداية النصر بالعودة لتلك الديار من قبل هذا الشعب الفلسطيني الذي دفع الثمن غاليا ولاول مرة في التاريخ شعب يشرد من ارضه ومن مسقط راسه والذي عاش في تلك الديار الالاف السنوات آمنا مطمئنا وشرد من قبل عصابات اجرامية سميت لا حقا باسرائيل .

وكان شعور رائع شعور الواثق بنفسه وشعور الواثق بنصر الله سبحانه وتعالى وشعور بإرهاصات جديدة غير مسبوقة للعودة والنصر وهو ما نعيشه من تحولات في مفاهيم لم نتعود عليها سابقا وهي تحولات في الرؤية من دول اسلامية لقضية فلسطين كالرؤية التركية والرؤية الايرانية ورؤية الشعوب العربية بعد احداث تونس وما تلاها من تغيرات في الانظمة العربية .

هو شعور متضارب بين صورة التشائم وصورة الهزيمة من جهة وصورة التفائل بالعودة والنصر وهو شعور متضارب لصورة الانسان البعيد عن ربه والذي كان يعتمد على الاكاذيب والدجل السياسي لصورة الانسان القريب من ربه و الواثق من نصر الله له وان الله سبحانه وتعالى يغير من حال الى حال اجمل وافضل , فشكرا لكل القائمين على ذلك التجمع وعلى تلك المسيرة وشكرا لخطيب الجمعة الشيخ ابراهيم زيد الكيلاني على كلماته وشكرا لكل وسائل الاعلام وكذلك شكرا لرجال الامن على موقفهم الاخلاقي النظامي الحضاري الرائع ولكل من ساهم في يوم الفرح ويوم النصر ويوم التفاؤل إن شاء الله .

المصدر: جريدة الرأي الأردنية