القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الجمعة 29 تشرين الثاني 2024

العصف المأكول واجهة هزيمة كيان العدو، INTER FACE DEFEAT

العصف المأكول واجهة هزيمة كيان العدو، INTER FACE DEFEAT

بقلم | نور الدين المقدسي

بنظرة تحليلية عميقة للصدمة التي احدثتها المقاومة الفلسطينية في غزة وفي مقدمتها (كتائب الشهيد عز الدين القسام) سواء للصديق بأثرها الايجابي أو للعدو بأثرها السلبي في حرب 10 رمضان او قل (حجارة السجيل) لعلنا لا نكون مبالغين و لا متعسفين عندما نقول انه للمرة الاولى في تاريخ الصراع العربي الصهيوني مثَلت إحدى الحروب واجهة حقيقية لهزيمة الكيان الصهيوني و غيرت قواعد الصراع الصهيوني العربي كما عملت عليه (حرب العصف المأكول).

و ذلك سواء عبر الآثار و النتائج المباشرة و غير المباشرة او ارتداداتها للمستقبل القريب وإن كانت غير منظورة اليوم، و سأعرض بشكل مجمل لجملة من الحيثيات و المبررات الموضوعية:

• لعل الدرس العسكري الابرز هو (نديَة المقاومة:سواءً منظومتها القيادية أو مجاهديها مقابل جيش العدو: ممثلا في هيئة اركانه و جنود وحدات النخبة) : فشكل و مستوى المواجهات غير المسبوق سواءً من حيث التخطيط العملياتي او شدة و شراسة القتال المباشر، و كما وصفها محللون عسكريون صهاينة انها - أصعب معركة تخوضها (اسرائيل) منذ قيامها- ومما رأيناه ان المقاومين الفلسطينيين حسموا معاركهم في الدقائق الاولى لصالحهم ، فانكفاءت قوات العدو و تحولت للانتقام من المدنيين( عقيدة الضاحية في الشجاعية ، خزاعة ، رفح..) ، كما لم يعد العدو قادرا على ممارسة حركات استعراضية (انزالات بحرية ،جوية...الخ) كالحروب السابقة ،فلم يعد خروج العدو الى حرب قرارا سهلا كالسابق بل يستلزم العديد من اجتماعات "الكابينت" يوميا

• حجم الخسائر في عديد العدو العسكري غير مسبوق و قدِر بعدة اضعاف عن مثيله في أي حرب سابقة له سواءً مع المقاومة الفلسطينية او اللبنانية، و الطيارون الصهاينة اصيبوا بالإحباط ، والجنود الصهاينة اطلقوا الرصاص على اطرافهم للعودة من ساحة المعركة.

• عكس الصدمة : فالمقاومة وضعت جبهة العدو الداخلية (عقب أخيل العدو ) ومدنه الكبرى و مركزه الحيوي في عين العاصفة منذ اليوم الاول، كما وضعت اكل فلسطين المحتلة تحت النار، كما عطلت حياة 8 مليون صهيوني.

• ضرب نظرية الامن الصهيونية : اخفاق و سقوط مبادئ "الانذار المبكر، الحرب الخاطفة ، نقل المعركة لأرض الخصم "، مما سيدفعه الى اجراء تغيير عميق آخر في نظريته الامنية التي وضع اسسها (بن غوريون).

• العدو يتغنى دوما بقدراته الاستخباراتية و حيازته لبنك اهداف كبير والحقيقة أن المقاومة هي التي ظهر أنها تملك بنك أهداف كبير ولا ينتهي.

• فهزيمة العدو عبارة عن بناء من 4 مستويات ان لم يكن 5 : عسكري ، امني ، سياسي ، اقتصادي ، اخلاقي .

• اقتصاديا : انهيار و تبخر 15 مليار من الاستثمارات الاقتصادية الخارجية، و تعطل الانتاج و الاقتصاد خاصة في جنوب البلاد و خسائر بالمليارات_ بعض التقديرات لخسائر الاقتصاد الاسرائيلي 55 مليون دولار/يوميا، في حرب غزة 2014 ربما 6 اضعاف خسائر الرصاص المصبوب 2008 .

• المقاومة فرضت حظر على المجال الجوي للعدو وتوقف حركة الطيران الدولي.

• توقف حركة الهجرة الى آخر مكان آمن لليهود في الارض- كما يدعون واحة الامان (عاصمتم)، و مؤشرات عن هجرة معاكسة.

• انهيار السياحة الداخلية(الحرب ألغت العام السياحي لأكثر من مليون سائح من الداخل) و من الخارج، وانهيار قطاع الفنادق.

• تذمر و انهيار في قطاع شركات التأمين من إعلان افلاسها.

• توقف الحديث عن البورصة في الاخبار طيلة الحرب والتي خسرت 50% أي مليارات.

• سياسيا :اداء المقاومة في الحرب اعادت "القضية الفلسطينية "على الرادار العالمي من جديد.

• تنامي ما اطلق عليه (انتفاضة عالمية ضد العدو):و هي حملات مقاطعة البضائع الإسرائيلية و الشركات و الدول المساندة لها، اضافة لحملات رفع الوعي السياسي حول حقيقة الكيان الوحشية عبر وسائل التواصل الاجتماعي و الهواتف الذكية بالصوت و الصورة في وجه وسائل الاعلام المنحازة بالكامل للعدو ،اضافة لدعوات المقاطعة المتنوعة الاخرى ثقافيا و علميا و اكاديميا.

• الخاتمة:

لقد اسقطت حرب غزة 2014 مفهم "القيادة الاستراتيجية" عند العدو، و طرحت سؤالا: هل ستبقى (اسرائيل) هي الرؤية الوحيدة و الاولى للإدارة الامريكية و الغربية للمنطقة؟، فالدور السياسي و المشروع الوظيفي لكيان العدو بدأ يتآكل، و لعل تعليق شركات الطيران لرحلاتها عبر مطار اللد هو تعبير عن غضب الدول الاوروبية من العدو.!

املنا بالله ان هذا الفصل المشرِف و إن كان دامياً من حياة الوطن و الامة هو إيذان بزوال الكيان ومهر مقدم لتحرير الاقصى بإذن الله، و قديما قال الحكماء (كل شيء اذا رقّ تمزق الا الظلم اذا تضخم تمزق) .

المصدر: موقع كتائب القسام.