القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

العقاب البدني في مدارس الأونروا ممنوع... ما هي الإجراءات التربوية البديلة؟

العقاب البدني في مدارس الأونروا ممنوع... ما هي الإجراءات التربوية البديلة؟

الأستاذ علي رمضان/

موجه قسم التوجيه والأرشاد في مدارس الأونروا في منطقة صور

مما لا شك فيه أن لاستخدام العقاب البدني آثارًا سلبية على الطلاب، منها إهدار كرامة الطالب وانتقاص إنسانيته وتكبيل إرادته، فضلاً عن كونه يقود إلى تبلد الحس الذهني وفقدان المعنى الصادق للإحساس، وتكوين اتجاهات سلبية لدى الطلاب تجاه المدرسة والمعلمين وتعزيز النزعة الانفعالية والعدوانية لديهم.

كما تسبب الحالات الشديدة منه أثارًا واضحة من الإيذاء الجسدي لدى بعض الطلاب، وقد يؤدي في بعض الأحيان إلى إعاقات مستديمة، ولعل الإيذاء النفسي المترتب عليه أكثر وطأه وأشد من الإيذاء الجسدي، ولكن مع كل ذلك فإن الحاجة لاستخدام العقاب التربوي تظل قائمه باعتباره أحد معززات السلوك في إطاره التعليمي. ويمكن تعريف العقاب التربوي بأنه "إجراء تربوي يهدف إلى معالجة الممارسة السلوكية الخاطئة بما يؤدي إلى تقويم شخصية الطالب، وجعله أكثر ايجابية لفهم ذاته وتقدير مسؤولياته وتنمية قدراته على حل مشاكله".

ولتحقيق ذلك يمكن إيضاح الإجراءات التربوية البديلة التالية:

· حاجة الطلاب إلى التربية المبنية على التفاهم والحوار والتوجيه بما يعزز العلاقة الايجابية بين المعلم والطالب، حيث أن ذلك من أهم الأساسيات التربوية التي ينبغي على العاملين بالمدرسة الاهتمام بها.

· ضرورة إلمام المعلم بخصائص ومطالب النمو في المراحل المختلفة وحاجات الطلاب النفسية والتربوية في كل مرحلة دراسية وفق فئاتهم العمرية بما يعينهم على تفسير السلوك والتفاعل الايجابي مع الطلاب.

· من الأسس التربوية التي يقوم عليها العقاب التربوي والتي يراعى فيها التدرج بالأساليب وفقاً لما يلي:

- تحديد السلوك الخاطئ لدى الطالب ومناقشته.

- تجنب الانفعال أثناء تنفيذ العقوبة التربوية المراد وضعها على الطالب.

- جعل العقاب التربوي ضمن إمكانيات الطالب وقدراته.

- عدم استخدام عبارات الاستخفاف والازدراء أو الانتقام والتهديد.

- جعل العقاب التربوي سلوكًا هدفه الإصلاح وتقويم الخلل والتقصير مما يؤدي إلى تحسين الأداء وضبط السلوك.

· إبراز السمات الايجابية للطلاب الذين ينتهجون ممارسات سلوكية حميدة داخل المدرسة بما يجعلهم قدوة لزملائهم الآخرين وتعزيزهم وتشجيعهم بإعطائهم بعض الحوافز المادية أو المعنوية كتكريم الطلاب المثاليين في المدرسة وإبراز جهودهم.

· تقويم المعلم للممارسات السلوكية الخاطئة من الطلاب بتوجيه العتاب الهادف والتصريح بعدم الرضا بما يؤدي إلى تقويم تلك الممارسات ليعزز مسؤولية الطالب تجاه نفسه والآخرين.

· العمل على إطفاء السلوك غير المرغوب فيه من بعض الطلاب بأسلوب يتناسب مع تفسير ذلك السلوك سواء داخل الصف أو أثناء ممارسة النشاط بجميع جوانبه.

· النظرة الجادة والموجهة تربويًا من المعلم والتي تعكس ردة فعله حول ما يمارسه بعض الطلاب من سلوكيات غير مرغوب فيها داخل الصف أو خارجه.

· تفعيل دور مرشد الطلاب في رعاية المشكلات السلوكية من خلال:

- دراسة حالة الطلاب من خلال المواقف اليومية الطارئة ومعالجتها في ضوء الظروف التي أدت إلى بروزها، ومتابعة وعلاج المشكلات الخاطئة قبل بداية ظهورها أو استفحالها داخل المدرسة.

- متابعة الحالات الفردية التي تحتاج لمزيد من الرعاية المستمرة من خلال الجلسات الإرشادية المناسبة لكل حاله.

- إمداد المعلم بالأساليب التربوية والنفسية التي يمكنها من خلالها فهم السلوك وتقويمه ورعايته من خلال النشرات واللقاءات حتى يقوم المعلم بدوره في رعاية السلوك للطلاب داخل الصف الدراسي بالمدرسة.

· قيام لجنة التوجيه والإرشاد ولجنة الانضباط بالمدرسة بمهامها التربوية المناطة بها خلال متابعة الجوانب السلوكية للطلاب وتقويمها وتدعيم السلوك الايجابي لهم ومعالجة السلوك غير السوي للحد من انتشاره بين الطلاب في وقت مبكر.

· تدعيم العلاقة بين البيت والمدرسة من خلال الدعوات الشخصية الفردية أو الجماعية والجمعيات العمومية ومجالس الأهل واللقاءات المفتوحة بين جميع العاملين بالمدرسة وأولياء الأمور بما يساعد على تدارس مشكلات الطلاب السلوكية ومعالجتها.

· تفعيل دور لجنة قضايا الطلاب ولجنة الانضباط ولجنة حقوق الإنسان على مستوى المدرسة وإدارة التربية والتعليم بما يحقق الأهداف التربوية المأمولة من معالجة قضايا الطلاب التي تحدث داخل المدرسة واقتراح البرامج والخدمات الإرشادية والتربوية المناسبة.

· عدم استخدام العقاب البدني من قبل جميع العاملين في المدرسة نهائيًا في التعامل مع المشكلات السلوكية أو التحصيلية للطلاب وتعزيز مفهوم القدوة الطيبة والحكمة الحسنة تيمنًا بقوله عز وجل "أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن" وقول الرسول صلى الله علية وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".