العلاقات الخارجية لحركة «حماس»
بقلم: حازم عياد
لقاء مرتفب بين رئيس المكتب السياسي لحركة حماس بمسؤوليين
سعوديين سيكون الثاني خلال شهر بحسب مصدر قيادي في الحركة لم يعلن عن نفسه، ما يعني
كسر الجمود الذي هيمن على علاقة الحركة مع المملكة العربية السعودية خصوصا بعد فشل
اتفاق مكة عام 2006، حركة حماس تتحرك بنشاط ملحوظ في الساحة الاقليمية والدولية، فبعد
لقاء وزير الخارجية الروسي لافروف برئيس المكتب السياسي مشعل وتوجيهه دعوة الى قيادتها
بزيارة موسكو أعلن مساء امس عن لقاء مرتقب بين خالد مشعل ورئيس الوزراء التركي داوود
اوغلو، ما يعني ان الحركة تتفاعل بقوة مع المتغيرات الاقليمية وتعمل على مواكبتها مستفيدة
من حالة العزلة التي بدا الكيان الاسرائيلي يعانيها في أعقاب تشكيل حكومة اليمين المتطرف
في الكيان الاسرائيلي بقيادة نتنياهو، والتي تخللها هجمات دموية ذات طبيعة إجرامية
على الشعب الفلسطيني الى جانب توتر ظاهري في العلاقة بين الادارة الامريكية والحكومة
الاسرائيلية على خلفية معارضتها الاتفاق النووي مع طهران، وتعطل المفاوضات اللانهائية
مع السلطة في رام الله.
المضامين المتوقعة للقاءات حركة حماس في الرياض وانقرة وموسكو
يصعب التكهن بها الآن، إن أبرز العناوين التي يمكن توقعها تدور حول الحصار المفروض
على قطاع غزة والتدهور المستمر للاوضاع في الضفة الغربية وايقاف الاونروا لخدماتها
للاجئين الفلسطينين، فضلا عن معالجة الاثار السلبية لتطورات الربيع العربي التي انعكست
على علاقات الحركة مع عدد من الدول العربية والاقليمية، فالربيع العربي ولد ضغوطا ووفر
فرصا أربكت الحركة على مدى السنوات الخمس الماضية ما يدفع الحركة للعمل المتواصل للتعامل
مع متغيراته ومعالجة آثاره.
وتتجلى صورة انعكاس أثر هذا الربيع على الحركة بما أورده
القيادي في الحركة اسامة حمدان في ورقته المعنونة «العلاقات الدولية لحركة حماس» التي
نشرها موقع مركز الزيتونة للدراسات والاستشارات السياسية بالقول: «إنه من المبكر الحديث
عن آثار الربيع على علاقات الحركة السياسية»، مفسرا ذلك بذكر سببين: الاول بقوله إن
مرحلة الربيع العربي «لم تصل الى نهاياتها التي يمكن الاستنتاج القطعي على اساسها والثاني
ارتباط هذه المرحلة بالتقلبات والصراعات الاقليمية»، مؤكدا أن الحركة عملت على النأي
بنفسها عن الانحياز لأي من اطراف الصراع في العالم العربي.
يترافق النشاط السياسي الخارجي لحركة حماس وانفتاح الاطراف
الاقليمية والدولية على الحركة مع تطور ملحوظ في الخطاب السياسي للحركة، بكونها حركة
تحرر وطني فلسطينية بمرجعية اسلامية بحسب ما ورد في الورقة المقدمة من اسامة حمدان،
بل ان حمدان اشار في ورقته الى ضرورة تطوير الخطاب السياسي لتخطي الحواجز التي تقف
امام الحركة في التفاعل مع البيئة الدولية والاقليمية، مؤكدا أهمية التمسك بالثوابت
الاساسية للحركة في ذات الوقت.
حركة حماس معنية في هذه المرحلة بتطوير علاقاتها الخارجية
والتفاعل الايجابي مع الانفتاح السياسي الذي تبديه الاطراف الاقليمية والدولية، مستعينة
بثقلها السياسي والعسكري في الاراضي الفلسطينية وبقدرتها على المبادرة والتفاعل مع
التحديات التي يواجهها الفلسطينيون، أمر قد يثير شكوك أطراف اقليمية ودولية، إلا ان
الحركة باتت رقما اساسيا في المعادلة الاقليمية والدولية، والعلاقة معها تعني القدرة
على التأثير ولعب دور سياسي في الصراع العربي الصهيوني.
المصدر: السبيل