العنصرية خلف الباب
بقلم: محمود الزيودي
يحاول العرب ما استطاعوا أن يجاملوا أو يتغاضوا عن الروح العنصرية التي تسود الدولة اليهودية في اسرائيل... بعض الدول العربية حذفت من المناهج المدرسية والجامعية نصوصا قرآنية وأحاديث نبوية تصف اليهود بما هم اهل له.. اعتبرتها اسرائيل وحلفاؤها انها تدفع الأجيال العربية لكراهية اليهود.. حذفوها من المناهج تمشياً مع معاهدات السلام العربية الاسرائيلية وقد كانت مطلباً أساسياً للدولة اليهودية قبل توقيع أي معاهدة... ولكن الدولة العبرية اياها لم تحذف كلمة من مناهج الدراسة الابتدائية والثانوية والجامعية تدعو لكراهية العرب والحط من شأنهم.. وهي تضع جميع العرب في خانة واحدة دون استثناء... البروفيسورة نوريت بيليد المدرّسة في الجامعة العبرية أعدت بحثاً عن العنصرية والكراهية ضد العرب في كتب التدريس للأجيال اليهودية بما في ذلك جهاز التعليم العربي في اسرائيل وقد وصفتها بأنها تنمي أجيالا على العنصرية وكراهية العرب وتشكل سلسلة من القوانين العنصرية تزرعها في أذهان الطلاب اليهود... كتب تعرض العربي يركب جملاً ويرتدي لباس علي بابا... وكتب تتحدث عن العرب حرفيا أنهم منحطون سفلة ومنحرفون ومجرمون.. وتضيف لوصف العرب في اسرائيل أنهم لا يدفعون الضرائب ويرفضون التطور... حينما عرض النائب العربي في الكنيسة محمد بركة بحث نوريت بيليد في البرلمان الاسرائيلي قاطعه الكثير من نواب اليمين المتطرف معربين عن دهشتهم لطرح هذا الموضوع أمام نواب شعب اسرائيل.. يسخر منه وزير المعلوماتية ميخائيل ايتان بقوله أن وزارة الداخلية تعد الخرائط بشكل مساو للعرب واليهود ويتهمه اخرون بأن توجهه عنصري محض... يرد بركة أن العنصرية والقضية الفلسطينية من شأنها أن تسمّم علاقات اسرائيل مع العالم العربي والعالم كافة عشرات السنين... تظهر استطلاعات للرأي بين طلاب المدارس اليهودية أن 38% من الطلاب يعتقدون أن اليهود يستحقون حقوقا أكثر من العرب و46% يقولون أنه ليس بالضرورة أن يحصل العرب على المساواة. ويدعو 56 % الى عدم مشاركة العرب في الانتخابات البرلمانية... اما المتدينون والعلمانيون فيعتبرون أن هتاف الموت للعرب هو هتاف شرعي.... أخطر ما في الأمر هو أن عينة الاستطلاع من طلاب المدارس سيصبحون جنودا وضباطا في الجيش الاسرائيلي والمؤسسات الأمنية..
وبعضهم سيحمل حقائب وزارية والبعض سيدخل البرلمان لسن القوانين والتشريعات.. وفي ذهن كل هؤلاء ما لقنتهم اياه المدرسة الابتدائية والثانوية من كراهية للعرب... ترى هل غاب عن بال المفاوض العربي في معاهدات السلام أن يشترط حذف المناهج المدرسية التي تحض على كراهية العرب كما هو الحال في طلب المفاوض الاسرائيلي؟... هل يعلم المسؤولون العرب الذين يتواصلون مع اسرائيل سراً أنهم وأبناء شعوبهم منحطون وسفله ومنحرفون ومجرمون بنظر الأجيال الصاعدة الاسرائيلية وحكومات اسرائيل المتعاقبة التي ترسخ كراهية العرب في نفوس اليهود؟؟؟ ماذا ستفعل اسرائيل وحلفاؤها لو أقيمت مدارس عربية موازية للمدارس الرسمية على طريقة درس ما بعد الظهيرة الديني تحض على كراهية اليهود وتزرع في أذهان الأجيال العربية الصاعدة وصف اليهود بنفس مفردات وزارة التربية الاسرائيلية التي ذكرناها؟؟؟ من يلومني اذا رددت المثل الشعبي الذي يقول... مثل قبور اليهود. من برّا رخام ومن جوّا سخام؟؟
المصدر: جريدة الدستور الأردنية