العوائل النازحة إلى الشبريحا..من يقدم لها المساعدة!!
بقلم: عبد المجيد العوض
خاص - لاجئ نت
طال النزاع والعنف في سورية حتى بدأ يتجه نحو المخيمات الفلسطينية، الأمر الذي أدى إلى نزوح عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين إلى لبنان.
تجمع الشبريحا للاجئين الفلسطينيين مثلاً، كان من أكثر التجمعات في صور استقبالاً للنازحين الفلسطينيين من سوريا...
تجمع الشبريحا الذي لا يتعدى عدد عائلاته الثلاثمائة عائلة، استضاف في ربوعه أكثر من مئة عائلة نازحة، أغلب هذه العائلات تسكن في بيوت عائلات فلسطينية أخرى، فأصبح البيت الواحد يسكن فيه عائلتين عائلة مضيفة وعائلة مستضافة، والأدهى من ذلك وأمر أن العائلات الفلسطينية في تجمع الشبريحا تعاني الأمرين منذ سنين، فالفقر ما زال يحوم على أغلب العائلات في هذا التجمع الذي رفعت الأونروا مسؤوليتها عنه بحجة أنه ليس مخيماً ولا تشمله خدماتها الأساسية، وأغلب الفصائل الفلسطينية لا تقوم بواجبها تجاهه، لكونه تجمعاً يفتقر إلى القيادات وأصحاب النفوذ، أو لكونه غير مشاهد للأنظار!!!
فكيف لعائلة تعاني ما تعاني أن تستقبل ضيوفاً من نفس المستوى، فالأسرة النازحة تعاني الوضع المعيشي البائس والصعب ، وكذلك العائلة المضيفة في هذا التجمع الصغيرالذي تناسته الفصائل الفلسطينية كونه غير مشاهد للإعلام...
فيا ترى كيف يتم مساعدة العائلة الفلسطينية النازحة في هذا التجمع؟:
منذ البداية كان الفخر لحركة حماس في تسجيل النازحين ومساعدتهم بالفرش والأغطية وبعض المواد الغذائية لحظة الدخول إلى تجمع الشبريحا، على أمل أن يتم تسجيلهم من قبل الفصائل الفلسطينية الأخرى بعد أيام، فمرت الأيام ولم تمر الفصائل الفلسطينية الأخرى لتسجيلهم كأول خطوة في سبيل المساعدة المرجوة، والعوائل في انتظار!، فغابت الفصائل من موقع مسؤوليتها لتجيء الجمعيات بعد ذلك لمساعدة النازحين والوقوف معهم من خلال تقديم ما يستطيعون.
فحماس ما زالت تقوم بدورها وواجبها الانساني من خلال لجنة شكلتها في هذا التجمع للنظر في أحوال النازحين ومتطلباتهم، والفصائل الأخرى مجتمعة متغيبة عن هذا الواجب الانساني، فيا ترى إلى متى؟.
حماس ساعدت النازحين بالفراش والأغطية وبعض المواد الغذائية، والأنروا قدّمت لكل فرد ستين ألف ليرة، إضافة إلى حصة تموينية بقيمة خمسة وعشرين دولارا أميركيا، بالإضافة إلى الجمعيات الأخرى التي تساعد النازحين بالمواد الغذائية وبعض أدوات التنظيف كجمعية نبع والمساعدات الشعبية للإغاثة والتنمية وجمعية أرض البشر...
وعلى الرغم من هذه المساعدات فإن الخدمات ما زالت خجولة جداً على أمل أن تستفيق باقي الفصائل الفلسطينية لمساعدة النازحين في هذا التجمع الذي لم يذكر أهله أن الفصائل ساعدتهم في شيء قبل ذلك !!!
وبالنسبة للوضع التربوي لأبناء العائلات النازحة في تجمع الشبيرحا، فقد تم تسجيلهم في مدرسة قيسارية الابتدائية وفي روضة الشاطئ في الشبريحا.
وبالنسبة لخدمات الطبابة فإنها تقتصر على الطبابة الموجودة داخل عيادات الأونروا فقط .
وعليه فإن العوائل الفلسطينية التي لجأت إلى تجمع الشبريحا تعاني من نقص شديد في الاحتياجات، فلا أهل التجمع قادرين على سد احتياجات من استضافوا ولا الفصائل الفلسطينية معتنية بهذا الواجب الإنساني الذي تخلو عنه!!...
فعملية استيعاب النازحين ما زالت تحت السيطرة لكنها قابلة للانفجار مع تدهور الاوضاع الأمنية في سورية ومع قدوم العائلات الفلسطينية من هناك، الأمر الذي سيؤدي إلى عدم إفساح المجال لبعض الفصائل الفلسطينية إلى الهروب من مسؤوليتها!!...