الفلسطينيون النازحون من سوريا... وذروة المأساة
بقلم: محمد أبو طربوش
سنتان مرتا على أزمة سوريا... سنتان واللاجئون الفلسطينيون
النازحون من سوريا يعانون الخوف والقتل والتشريد... فالمأساة طالت وطالت دون تفريق
بين الكبير والصغير او امرأة او رجل رغم انهم قرروا اتخاذ موقف الحياد,فنحو نصف مليون
لاجئ فلسطيني في سورية بعضهم يعيش في المخيمات والبعض الآخر في اماكن متفرقة من المدن
السورية,قدموا الكثير من التضحيات والشهداء.
لقد بتنا نكرر هذه الكلمات مراراً وتكراراً علها
تصل إلى اصحاب القرار.
لقد دفع اللاجئون الفلسطينيون كإخوانهم السوريين
ثمناً كبيراً في الاحداث الدائرة في سورية حيث كانت الحصيلة الموثقة للشهداء الفلسطينيين
في سورية حتى تارخ 28-2-2013 وبحسب مجموعة العمل من اجل فلسطيني سورية (1036 ) شهيداً
موثقاً.
فالفلسطينيون النازحون من سوريا بلغت مأساتهم ذروتها
وهم يعيشون ظروفاً صعبة ومزرية موزعون على مخيمات لا تقل مأساتها عن مأساتهم يتشاركون
الحرمان والقهر ذاته.هذا هو مصير اللاجئين الفلسطينيين في معظم الأزمات العربية دائماً
يكون لهم نصيب منها حتى وإن لم يتدخلوا فيها.الأونروا والفصائل الفلسطينية تشرفان على
ادارة ازمة الفلسطينيين النازحين من سوريا بالإضافة إلى بعض مؤسسات المجتمع المدني
إلا ان المأساة وتفاقمها تفرض على المعنيين عملأً جاداً وأكثر ديناميكية مما هو الواقع
عليه خاصة أن المساعدات المقدمة لا تكفي وتبقى دون الحد الأدنى وهذا يستدعي مضاعفة
الجهد والعمل الدوؤب لتدارك تفاقم الأزمة التي بدأت تداعياتها وافارزاتها تبرز يوما
بعد يوم مما يرفع منسوب الخطورة او الكارثة.
وهنا لا بد ان يكون للحكومة اللبانية دور أفعل في
ادارة ملف الفلسطينيين النازحين من سوريا ودعوة المجتمع المدني الدولي إلى الوقوف وقفة
جادة امام مسؤولياته, فالأزمة مستمرة والواقع ينذر بالأسوأ.
المصدر: مجلة البراق – العدد مئة وتسعة – السنة العاشرة – آذار 2013 م
– جمادى الأولى 1434 هـ