القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الخميس 28 تشرين الثاني 2024

الفلسطينيون والعمل للقدس

الفلسطينيون والعمل للقدس

د.عصام عدوان

عُقد في القاهرة في الفترة 3-7 /4/2013م ملتقى ضم مشاركين من 30 دولة عربية وإسلامية. ناقش الملتقى عبر جلساته الكثيرة كيفية مناصرة القدس وتعزيز صمود أهلها، وشكّل الملتقى هيئة تنفيذية جديدة.

لم يطرح أحد من الحضور فكرة الاستفادة من الوجود البشري الكبير للفلسطينيين في دول العالم، ولاسيما دول الطوق العربي، لنصرة قضية القدس أيضاً. ربما ظن بعض الحضور أنه معني بالقدس، ولم يخطر بباله أن للقدس رجال، وشعب يعاني الأمريْن في الدول العربية تحديداً. فهل مطلوب من الفلسطينيين أن يجلسوا في بيوتهم ومخيماتهم ينتظرون مَن يقدِّم لهم العوْن والإغاثة، ويحرِّر لهم فلسطينهم وقدسهم؟

هل سأل أحدهم نفسه: إذا ما كان يمتلك دوافع لتحرير القدس ونُصرتها أكثر مما يمتلك الفلسطينيون من دوافع؟ نعم، يمتلك المسلمون والعرب دوافع دينية وإنسانية تفرض عليهم العمل للقدس وفلسطين. ولكن ألا يمتلك الفلسطيني الدوافع نفسها، بل ويزيد عليها بأنه صاحب القضية الأول، ويمتلك دوافع وطنية، ورغبة في الثأر من العدو الصهيوني والانتقام لمصابه، ولديه أملاكه التي سلبها منه العدو؟!

إن تعداد الفلسطينيين في العالم تجاوز 12 مليون نسمة، كلهم يحلم بفلسطين وينشد حرية العمل من أجلها. في الأردن أكثر من 4.3 نسمة، وفي كل من سوريا ولبنان وأوروبا وتشيلي أقل من نصف مليون لكل واحدة. وفي دول الخليج العربي أكثر من ستمائة ألف. وفي الضفة الغربية وقطاع غزة أكثر من أربعة ملايين.

وفي بقية الدول العربية أكثر من مائة ألف نسمة. وفي فلسطين المحتلة عام 1948م أقل من مليون ونصف المليون نسمة. يستطيع هؤلاء العمل لقضيتهم ومقدساتهم إذا ما أُطلقت أيديهم، ولا شك أنهم الأقدر على خدمة قضيتهم والدفاع عنها لما يملكونه من رابطة وعاطفة ووجدان تجاهها يفوق غيرهم عشرات المرات.

المطلوب من الإخوة العرب والمسلمين وأحرار العالم، تقديم كل الدعم المعنوي والمادي للفلسطينيين ليقوموا بواجبهم تجاه قضية فلسطين، لا أن يتخطوهم، ويدعوا حبهم لفلسطين وحرصهم على نُصرة أهلها.

فمن كان يريد نُصرة الأقصى والقدس وفلسطين فعليه أن يساند الإنسان الفلسطيني أولاً، ويُفسح له مجالات العمل على اختلافها وتنوعها. لا أن تُكبَّل أيدي الفلسطينيين، ثم يُتباكى عليهم وعلى حقوقهم.

وكما قال الإمام الشافعي:

ما حك جلدك مثل ظفرك.. فتولّ أنت جميع أمرك

المركز الفلسطيني للإعلام، 11/4/2013