القدس بحاجة إلى الكل الفلسطيني
فلا تترددوا
محسن صالح
القدس في خطر وكون القدس
في خطر علينا نحن الفلسطينيين أن لا نغمض العين وأن نبقى على يقظة تامة وفي تناوبٍ
حراسًا للقدس بترابها ومبانيها ومقدساتها، وأن لا نعول على أحد من النظم العربية التي
باعت دينها ومقدساتها من خلال التطبيع مع الاحتلال الصهيوني وهو يهوّد ويستولى ويقتل
كيفما شاء وهو مطمئن إلى حالة المطبعين الذين نسوا القدس وفلسطين وتركوها للاحتلال
ليفعل ما يريد وكيفما يريد لأن القدس -كما يتوهم والمطبعون وأمريكا- هي عاصمة الاحتلال،
ومن حقه أن يفعل ما يريد، ومن يمنعه فهو إرهابي يهدد الكيان ويهدد كياناتهم.
نعم القدس في خطر، وهذا
لن يزول بأيد غير فلسطينية، وعليه علينا أن نحزن على أنظمة باعت دينها، وأن لا ننتظرها
كي تقدم لنا مساعدة؛ لأن من يبيع دينه يهون عليه بعد ذلك كل شيء، وهم هان عليهم كل
شيء، لذلك علينا الاعتماد على الله ثم على أنفسنا في التصدي للاحتلال حتى لو كلفنا
أرواحنا ودماءنا وأموالنا. القدس أغلى من ذلك بكثير، وبهذا سنحول بين الاحتلال وما
يخطط له بالقدس ويسعى.
القدس في خطر حقيقي الآن،
ولو سمحت الفرصة للاحتلال والمستوطنين سينفذون ما يحلمون به من هدم المسجد الأقصى وبناء
هيكلهم المزعوم، وهذا التفكير الشيطاني لن يحول بينه وبينهم إلا الله ثم نحن الفلسطينيين،
ولذلك علينا أن لا نستهين بأنفسنا وبقدراتنا، وأن نبذل جهدنا ونضاعف فيه ليل نهار مع
استخدام كل الإمكانيات التي بحوزتنا وعدم الاستهانة بأيٍّ من هذه الأدوات حتى يصل الأمر
إلى ذروته، وعندها لن يتوقف عند القدس، بل علينا إشعال الأرض من تحت أقدام الاحتلال
وصولا للكفاح المسلح في كل فلسطين؛ لأنه عندها ستكون النهاية للاحتلال، وهذه النهاية
لن تكون إلا على أيدينا متسلحين بالتوكل على الله أولا واستنفاد كل أدواتنا مهما قلت
أو صغرت.
القدس اليوم بحاجة إلى
كل من يستطيع الوصول إليها رغم ما يقوم به الاحتلال من إجراءات ومنع وتضييق، وعلى الجميع
أن يُهب نحو القدس مرابطين ومتواجدين في كل الأوقات حتى لا يخلو المكان من الفلسطينيين
حتى لو منعوا وأغلقت الأبواب واعتقلوا عليهم أن يبقوا الشوكة في حلق الاحتلال حتى لا
يقدم على أي خطوة من شأنها السيطرة الزمانية والمكانية في القدس ويتمكن من فعل ما يريد.
القدس بحاجة إلى تحرك في
الوقت الحاضر للأقرب منها ومن يتمكن رغم الصعاب من الوصول إليها للرباط والصلاة والدعاء
وحلقات العلم وتحفيظ القرآن ودروس العلم كي نحول دون تمكين الاحتلال إيذانا بالمعركة
الفصل والتي بها سيحق الحق، هذا يتطلب بعد ذلك التحرك من كل الفلسطينيين بكل أدواتهم
الإعلامية والدبلوماسية والسياسية والتوضيحية والحشد لنصرة القدس وتبيان ما يقوم به
الاحتلال ويفكر من الاستيلاء والسيطرة وصولا إلى التدمير والقتل والطرد والإبعاد، وعلينا
أن نقف في وجه الاحتلال ودفع الثمن مهما ارتفع ثمنه وغلى.
القدس بحاجة إلى المؤمنين
والموحدين والمعتمدين على الله، بحاجة إلى كل مؤمن بالحق فيها وبأرضها، المؤمنين بأن
لا حق فيها لليهود، وأنها خالصة لنا كفلسطينيين دينيا وتراثيا وتاريخيا، وهي مدينة
الأنبياء وهي حق خالص للمسلمين مع احترام وبقاء أصحاب الأديان المختلفة التي أرسل لها
الله الأنبياء والرسل، وكان على رأسهم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم الذي صلى بهم
إماما في المسجد الأقصى في رحلة الإسراء والمعراج.
المصدر:المركز الفلسطيني
للإعلام