القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي

اللاجئون الفلسطينون في سوريا .. نزيف مستمر

اللاجئون الفلسطينون في سوريا .. نزيف مستمر

نبيل سنونو

35 لاجئًا فلسطينيًّا لم يحظوا بشرف الضيافة في سوريا، ومسنةٌ كانت تحلم بالعودة إلى ديارها في فلسطين المحتلة سنة 1948م، لم يحققوا جميعًا الحلم المنشود، لكنهم فازوا بالشهادة، خلال الأسبوع الماضي، ولا يزال الفلسطينيون اللاجئون في شتى بقاع الأرض، لاسيما مخيم اليرموك في سوريا، أعلمَ البشر بأنواع العذاب وأصنافه!.

وكشف تقرير أعدته "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سوريا"، عن استشهاد 35 لاجئًا فلسطينيًا خلال الفترة من (17–23) شباط/فبراير الجاري، منهم 15 استشهدوا في استهداف مدرسة ومستوصف تابعين "لـلأونروا" في بلدة المزيريب بريف درعا"، عدا عن استشهاد مسنة جراء الحصار المفروض على مخيم اليرموك للاجئين جنوب دمشق.

"ولا يزال الفلسطيني مشدودا إلى ما يجري في مخيم اليرموك، وما يتعرض له اللاجئون في سوريا يهز الكيان الفلسطيني في كل الاتجاهات، وحتى الآن لايزال مخيم اليرموك يحظى بالاهتمام من الجميع بحثًا عن رفع الحصار عنه وإيصال المساعدات له"، هذه الكلمات يرسم بها الناشط في شؤون اللاجئين تيسير نصر الله صورة الألم الذي يعيشه اللاجئون هناك.

إن المطلوب هو وقف مسلسل القتل اليومي سواء بالجوع أو القصف- يتابع نصر الله لـ"فلسطين"- مضيفًا أن "الفلسطينيين يشعرون بألم شديد لما يتعرض له اللاجئون ويتمنون إنهاء حالة الحصار الظالم ضد المخيم والمخيمات الأخرى في سوريا بشكل فوري".

ويؤكد نصر الله- وهو عضو المجلس الوطني الفلسطيني- أن "ما جرى في مخيم اليرموك له انعكاسات سلبية على بقية اللاجئين سواء في لبنان الذين أوى بعضهم أقاربهم وأقاموا معسكرات ومخيمات لهم بين الحدود سواء الأردنية السورية أو السورية اللبنانية وغيرها من المناطق، وهذا عامل ضاغط بشكل سلبي على نفسيات الإنسان الفلسطيني".

أما الاتفاق الأخير بين منظمة التحرير وفصائل مسلحة تحصنت في مخيم اليرموك، فقد "نجح بشكل جزئي وليس كما كنا نتمنى، لقد تم تخفيف الحصار وإدخال بعض المساعدات لأهلنا هناك، لكن هذا لا يكفي ومؤقت، وما نريده هو أن يتم رفع الحصار بشكل كامل عن مخيم اليرموك، والسماح للناس بالتنقل والحركة والعودة إلى بيوتها"، كما يقول.

يتعين أيضًا البدء بأعمال الترميم وبناء بيوت اللاجئين، وأن يشعر هؤلاء بالاستقرار- والكلام لايزال لنصر الله- "فهم لا يشعرون بالاستقرار حتى الآن، وهو ما يتطلب توفير حالة من الأمن والاستقرار لتسهيل عودة اللاجئين إلى المخيم".

ويعدُّ نصر الله ما يتعرض له اللاجئون في سوريا "عملية لجوء جديدة وتهجير جديد، وليت عملية التهجير تلك تتم إلى فلسطين المحتلة سنة 1948م، فالمخيمات هي أماكن مؤقتة لجأ إليها الفلسطينيون من أجل شد الرحال إلى الديار والممتلكات التي طردنا منها".

"دحر القضية الفلسطينية"

كذلك يقول الباحث في شؤون اللاجئين حسام أحمد: "إن اللاجئين الفلسطينيين في سوريا لا يزالون بلا طريق آمن يؤمن لهم المساعدات، فلا تزال يد النظام السوري تطال أرواح اللاجئين هناك، وما ينسحب على أبناء الشعب السوري ينسحب على أبناء المخيمات الفلسطينية، فلا يزال استهدافهم من قبل النظام السوري مستمرا".

ويوضح أحمد لـ"فلسطين" أن "كل من يقف في مربع النظام السوري يشاركه في تحمل المسؤولية في هذه الحرب التي يقع ضحاياها الآمنون سواء من الشعب السوري الشقيق أو أبناء الشعب الفلسطيني الذين يعتبرون ضيوفا في سوريا إلى حين عودتهم إلى ديارهم التي هجروا منها".

وفي نفس الوقت يبدي أحمد اعتقاده بأن ثمة "مؤامرة تدور على المنطقة وجوهرها وأساسها وهو القضية الفلسطينية، وملف اللاجئين، وهذه المؤامرة يتمخض عنها أن الولايات المتحدة والدول الغربية والقوية في العالم تطلق يد النظام السوري ليعيث فسادًا في الأرض ويقتل من يشاء".

ويختم أحمد بالقول: "إن هذه المؤامرة ليس المقصود منها فقط الشعب السوري بل توفير الأمن لـ(إسرائيل) واستنزاف الشعب الفلسطيني في المفاوضات والإبقاء على هذا الوضع عبئًا على القضية الفلسطينية في محاولة لدحرها إلى الخلف"، وفق قوله.

المصدر: فلسطين أون لاين