اللاجئون "قنبلة
موقوتة" أمام حكومة "مزعزعة"
بقلم: ريتا صفير
مع اعلان المبعوث الخاص
للامم المتحدة ستافان دو ميستورا ان تطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية في سوريا يشهد
"تقدماً واضحاً"، تتجه الانظار الى التداعيات الانسانية لهذا القرار، في
ضوء الكلام عن تسهيل وصول بعض المساعدات الى المناطق المحاصرة والحد من عدد القتلى
واللاجئين. ووقت يحضر ملف اللجوء "طبقا رئيسيا" على طاولة المفاوضات في بروكسيل،
من خلال القمة المرتقبة بين تركيا والاتحاد الأوروبي الإثنين، يبقى الاهتمام الديبلوماسي
المحلي منصبا على كيفية مقاربة لبنان لهذه الازمة، على خلفية الانقسامات العمودية والافقية
بين القوى السياسية والتي باتت تهدد الحكومة برمتها. والواقع ان الخشية الغربية على
الاستقرار تنطلق من مجموعة معطيات باتت في متناول السلطات عن اوضاع اللاجئين، السوريين
منهم والفلسطينيين، ما قد يجعلهم "قنبلة موقوتة". وبرزت في هذا الاطار التقارير
التي اعدها اطراف من المجتمع الدولي وجهات مانحة ووكالات اممية اذ بينت:
- أن الرقم الحالي للمخيمات
غير الرسمية في لبنان بات يناهز الـ 1942 مخيما، علما ان المفوضية العليا للامم المتحدة
تتولى بالتعاون مع شركائها رسم خرائط تحدد مواقع هذه المخيمات وأحجامها عبر مسح دوري.
- يواجه اللاجئون الفلسطينيون
في لبنان، والذين يعتبرون من المجتمعات الاكثر ضعفا، تحديات متزايدة بعدما باتوا يدعمون
ويستضيفون عددا كبيرا من اللاجئين الفلسطينيين الذين هربوا من سوريا. وتعد التجمعات
الفلسطينية غير الرسمية، والتي تقع خارج حدود المخيمات الـ 13، من المجتمعات المضيفة
الاكثر حرمانا في لبنان، علما ان عددها بات يصل الى 43 تجمعا.
- تفاقمت معدلات البطالة
المرتفعة بفعل تدفق اللاجئين ما ادى الى تزايد المنافسة على الموارد والخدمات وفرص
العمل. وقد افضى هذا الامر احيانا الى توترات اجتماعية. ووفقا للارقام، يواجه نحو
140 الف فلسطيني يعيشون في هذه التجمعات- وهم من بين 230 الف لاجىء فلسطيني مسجلين
في "وكالة غوث اللاجئين وتشغيلهم" (الاونروا)- تحديات قاسية، منها نقص الخدمات
ومخاطر اخلاء تجمعاتهم، بما انه ليس مسموحا للفلسطينيين امتلاك عقارات في لبنان، اضافة
الى القيود الصارمة في سوق العمل. كما ان 23 في المئة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان
هم عاطلون عن العمل ، علما ان النسبة تبلغ 53 في المئة في صفوف اللاجئين الفلسطينيين
الذين قدموا من سوريا. ويعمل برنامج الامم المتحدة الانمائي وشركاؤه مع البلديات على
تغطية بعض هذه الثغر من خلال توفير بعض الخدمات الاساسية وتحسين اوضاع المساكن والنظافة
الصحية في التجمعات.
- يعيش اكثر من 70 في
المئة من اللاجئين في تجمعات لا تتضمن الوصول الى مرافق المياه والصرف الصحي المناسبة،
علما ان برنامج الامم المتحدة الانمائي تولى اعادة تأهيل 300 مسكن للاجئين الفلسطينيين
في لبنان و300 مسكن للاجئين الفلسطينيين من سوريا عام 2015. ويحتاج 1500 مسكن للاجئين
الفلسطينيين في لبنان الى اعادة تأهيل.
- تأثر الاشخاص من ذوي
الحاجات الخاصة سواء ضمن مجتمع اللاجئين او المجتمع اللبناني المضيف بالنزاع في سوريا.
ووفقا للتقارير، يعاني نحو 30 الف لاجىء سوري في لبنان من اعاقة جسدية او عقلية ، كما
ان 7 في المئة من اسر اللاجئين تضم، على الاقل، شخصا في سن العمل يعاني من اعاقة.
- يعمل مشروع مبتكر
اطلقته منظمة "كونسيرن" غير الحكومية الدولية مع لبنانيين وسوريين لمعالجة
العنف والنزاع وتفاديه. وقد بينت الدراسات ان الرجال السوريين واللبنانيين المتأثرين
بالنزاع يميلون الى العنف كآلية تأقلم سلبية للتعويض عن العجز.
- ساهم "مؤتمر
لندن" الذي استضافته المملكة المتحدة والمانيا والكويت ونروج والامم المتحدة في
توفير تمويل مهم بهدف تلبية الحاجات الفورية وعلى المدى الطويل للمتأثرين بالنزاع،
علما ان المؤتمر جمع مستوى قياسيا من التعهدات تخطت 11 مليار دولار، منها 5.8 مليارات
دولار لعام 2016 و5.4 مليارات دولار للفترة الممتدة بين 2017 - 2020. ويتركز العمل
على تنفيذ التعهدات وتحديد حصة لبنان في هذا الخصوص علما ان لبنان كان نال -حتى نهاية
2015- مساهمات بقيمة 1.3 مليار دولار، تسلم منها 1.17 مليار دولار بموجب "خطة
الاستجابة للازمة السورية" التي اطلقت مطلع السنة.
المصدر: النهار