اللاجئ الفلسطيني في يوم اللاجئ العالمي
بقلم: فايز أبو عيد
اليوم العالمي للاجئين مناسبة يحتفل بها العالم في الـ20 من حزيران-يونيو من كل عام، حيث يخصص لاستعراض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين وتسليط الضوء على معاناتهم وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم برعاية من المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة UNHCR.
والسؤال الذي يتبادر للذهن هل استطاعت المفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة UNHCR تقديم الحماية وتخفيف المعاناة عن أبناء الشعب الفلسطيني خارج الدول المضيفة للاجئين وتلبية كافة احتياجاتهم وتوفير الحياة الكريمة لهم، أسوة ببقية اللاجئين من مختلف دول العالم، أم أنها ساومتهم على لقمة عيشهم لإذلالهم والتأثير عليهم من أجل نسيان وطنهم والقبول بما تقدمه لهم من فتات؟
بالمقابل والملفت للنظر أنه وبعد مرور 62 سنة على إنشاء الأونروا فان حال اللاجئ الفلسطيني المشمول برعايتها لا يبشر بالخير فهو بحالة من الانحدار من سيء لأسوء، فقد عانى مرارة الحصار والحرمان من حقوقه المدنية والإنسانية في بعض البلدان العربية المضيفة للاجئين، إضافة إلى أنه حوصر وشرد وقتل وعاش مرات عديدة مأساة شتات الشتات وألم الغربة والاضطهاد.
وبنظرة سريعة على أوضاع اللاجئين الفلسطينيين نرى أن فلسطيني العراق قد شتتوا إلى أصقاع الأرض الأربع بعد ما قاسوه من شظف العيش في المخيمات الصحراوية الحدودية، وعانوا وما يزالون من ويلات القتل والمعاملة اللانسانية بمجمع البلديات في العراق بعد الاحتلال الأمريكي، فهجر معظمهم إلى العديد من دول أوروبا وأمريكا اللاتينية، أما حال اللاجئين في الضفة الغربية وقطاع غزة فليس هو الأفضل لما يعانوه من حصار ومداهمات وقتل واعتقال على يد الكيان الصهيوني الذي وضع نصب عينيه هدف طرد الفلسطينيين من أرضهم وديارهم، وما يحدث اليوم وحدث في الـ2007 في مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين في لبنان وغيرها من المخيمات الفلسطينية هناك من تضيق وتصرفات تعسفية وحرمان للاجئين من ممارسة حياتهم الطبيعية وحقوقهم المدنية بحجة الحفاظ والتمسك بحق العودة ما هو إلا مؤشر على كيفية تعامل هذا البلد مع اللاجئ الفلسطيني، الذي استبشر خيراً بربيع الثورات العربية آمل أن تنعكس إيجاباً على وضعه لتمهد له الطريق لاستعادة حقوقه وأرضه السليبة، ولكنه إلى الآن على ما يبدو أنه سيكون ضحية ذاك الربيع.
وفي يوم اللاجئ العالمي لا يستطيع اللاجئ الفلسطيني إلا أن يؤكد على تمسكه بحقه في العودة إلى دياره التي طرد منها عام 1948، وأن يعامل بكرامة وإنسانية، إلا أن هناك سؤال ملح ينتابه "هل بات يوم اللاجئ لا يعدو عن أكثر من يوم احتفالي يراد به تلميع صورة العالم في التعامل مع قضايا اللاجئين لإظهار مدى إنسانيته وأخذ الصور التذكارية لينفض بعد ذلك سامر القوم دون تحقيق أية خطوة باتجاه إعادة الحقوق وإنصاف المظلوم؟
المصدر: واجب