القائمة

مواقع التواصل الأجتماعي
الثلاثاء 26 تشرين الثاني 2024

اللاجئ الفلسطيـــني... بعد الصفر بمراحل

اللاجئ الفلسطيـــني... بعد الصفر بمراحل

بقلم: منار حربية
 
يبدو أن ميزانية الأونروا قاربت على الصفر، فبعد أربعة وستين عاما على تأسيسها تعلنها الأونروا المؤمنة لاحتياجات اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات الضفة الغربية والقطاع ومخيمات الشتات، فالانروا رفعت أيديها مستسلمة وتاركة اللاجئين متخبطين في غيابات الجب وكأن اللاجئ الفلسطيني كان ينقصه مثل هذا الخبر.

في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يمر بها الشعب الفلسطيني، جاءت الأنروا حاملة بشرى سارة – وقد تكون بشرى عيد الأضحى السعيد و " السعيد" جدا- لتترك اللاجئ في صدمة دفعته يتخذ قرارا بالإضراب بدءا من يوم الثلاثاء كنوع من الاحتجاج السلمي على خطوتها الخطيرة الغامضة بنتائجها وأسبابها أيضاً. فاللاجئون اعتادوا بشكل أو بآخر على الخدمات التي تؤمنها لهم الأنروا سواء كان ذلك على صعيد الصحة أو التعليم أو الاقتصاد. فالاونروا بإعلانها عن هذا العجز المالي في ميزانيتها فتحت الباب أمام اللاجئ للدخول في مرحلة التفكير فيما بعد هذا العجز وفيا بعد تنفيذها لمخططها بالاستغناء عن خدمات عدد كبير من موظفيها ومؤسساتها. فحال المخيمات وحال سكانها سوف تختلف أبعاده اقتصاديا وتعليميا وصحيا. فمن الناحية الاقتصادية نرى أن الأنروا تساهم في تشغيل عدد كبير من الأيدي العاملة الفلسطينية وغالبيتهم من سكان المخيمات، فهناك المدارس والمعاهد الأكاديمية ورياض الأطفال وهناك العاملين في العيادات الصحية التابعة للأونروا بالإضافة الى عمال النظافة. فإذا افترضنا ان العجز المالي في ميزانية الأونروا سيدفعها الى الاستغناء عن خدمات معظم موظفيها فالى اين سيتوجه هؤلاء بعدها؟ وخاصة انهم يعيشون في مجتمع نسبة البطالة فيه ليست بالبسيطة، بالطبع سيتوجه كل منهم الى احدى المسارات التالية : اما الى السفر للعمل في الخارج وليس بالضرورة ذاك العمل الذي يحتاج الى شهادة وخبرة فمعرفتك بغسل الصحون تكفي وتفي بالغرض. او التوجه للاصطفاف بجانب العاطلين عن العمل وانتظار الفرج من مفرج الكروب. أما من الناحية التعليمية ، فان الاونروا بإعلانها عن عجزها المالي ستدمر اكبر مقومات الشعب الفلسطيني وهو العلم وسيترتب عليها في المستقبل حالة من الشعور بالاكتئاب وغيرها من الامراض النفسية في صفوف طلبة المعاهد والمدارس. وقد تتفاقم المشكلة لتصل الى عمالة الاطفال التي تعتبر من ابرز مشاكل المجتمع الفلسطيني. وإذا تطرقنا الى الناحية الصحية فنجد ان الاونروا بتقليصها عدد ساعات الدوام سيؤدي هذا الى حدوث اضطرابات صحية لدى سكان المخيمات الذين يجدون صعوبة في الوصول الى المستشفيات الخاصة لتلقي العلاج واعني " بالصعوبة " هنا الصعوبة المادية وعدم قدرة سكان المخيمات على دفع مصاريف العلاج في المستشفيات الخاصة. برأيي ، على اللاجئ الفلسطيني ان يبدأ بالبحث عن بديل للاونروا يمد له يدا ويوفر له خبزا وزيتا ، لا بد ان يجد هذا البديل حتى وان عنى ذلك عند البعض ايجاد وسيلة اخرى تريق ماء وجهه وتهين كرامته ولكن لقمة العيش صعبة.

المصدر: وكالة معا الإخبارية