رحلة عائد
المرجعية الموّحدة مطلبنا
سامي حمود
في ظل أجواء المصالحة الفلسطينية واللقاءات التي تجري هذه الأيام في القاهرة من أجل إنهاء الإنقسام السياسي الفلسطيني وإعادة ترتيب البيت الفلسطيني على أسس وطنية وديمقراطية من شأنها حماية الثوابت الفلسطينية، هذا الجو التصالحي بين المكّونات السياسية للشعب الفلسطيني، وعلى رأس هذه المكوّنات حركتي فتح وحماس، انعكس إيجاباً على واقع العائدين الفلسطينيين في مخيمات وتجمعات الشتات في لبنان.
حيث يشهد الواقع الفلسطيني في لبنان هذه الأيام حراكاً سياسياً يقوم على إنجازه كلٌ من قادة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية وقادة فصائل التحالف الفلسطيني، فهذا الحراك أشبه بعملية مخاض ولادة لمشروع سياسي فلسطيني جديد يهدف إلى تشكيل مرجعية فلسطينية موّحدة في لبنان، تأخر على موعد الولادة أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ولكن نردد قول المثل الشعبي السائد "أن تأتي متأخراً خيراً من أن لا تأتي".
فالمرجعية الفلسطينية الموّحدة هي مطلب محق لكل العائدين في لبنان، فمن شأنها أن تحفظ حقوق الفلسطينيين المهدورة والمسلوبة منذ سنين طويلة من قبل الدولة اللبنانية المتمثلة بقضية عدم إقرار الحقوق المدنية والاجتماعية والإنسانية، والقضية الأخرى تتعلق بأمن الفلسطينيين والتعامل معهم بطريقة أشبه بالعنصرية وإلصاق التهم إليهم جُزافاً عند أي خلل أمني يحدث في لبنان، فضلاً عن الحصار المفروض على المخيمات وعدم إدخال مواد البناء إليها. ولا ننسى قضية مخيم نهر البارد وما تعرض له هذا المخيم من تدمير كامل وظلم كبير لحق بأهله ومقومات صمودهم وعيشهم.
المرجعية الموّحدة من شأنها أن تحفظ خدمات الفلسطينيين المقدّمة من وكالة الأونروا من عدم الإنقراض وعملية التقليص المتّبعة بشكل تدريجي، بالإضافة إلى الفساد الإداري والمالي والمحسوبيات.
المرجعية الموّحدة من شأنها أن تحفظ أمن المخيمات الاجتماعي وعدم وصول المشاريع التدميرية لفئة الشباب من خلال انتشار المخدرات وتعاطي الكحول والعلاقات الغير شرعية، بالإضافة إلى زيادة نسبة المشاكل والتي تصل أحياناً لحد القتل، فضلاً عن حماية المقرات العامة في المخيمات ومنع الاعتداء عليها.
المرجعية الموّحدة من شأنها أن توطد العلاقات الاجتماعية بين شرائح المجتمع الفلسطيني وتعيد قضية التزاور والتعاون والتآخي وإفشاء المحبة والسلام بينهم.
المرجعية الموّحدة من شأنها أن تُعيد بناء المجتمع الفلسطيني في لبنان على أسس متينة وسليمة تحفظ كرامته وأمنه وتحفظ حقوقه وثوابته الوطنية، وأبرز تلك الثوابت حق العودة، فأصبح شعار العائدين الفلسطينيين في لبنان لعام 2012 "المرجعية الموّحدة مطلبنا".