المعلّم في مدارس الأنروا رهن القوانين ورحمة الطالب
بقلم: عبير نوف
واقع تربوي يزداد سوءً في ظلّ القوانين التي فرضتها مؤخّرا إدارة الأنروا في مدارس اللاّجئين الفلسطينيين بلبنان –حقّ الطفل وعدم تعرّضه للعنف من قبل المعلّم, قانون كلّنا نسعى لتطبيقه , فلا نريد أولادنا أن تهان, فزمن العصى لمن عصا ولّى وأندثر, ولكن أن ينقلب الحال ليصبح المعلّم كالتلميذ المذنب.. الّذي يعاقب ويعنّف ويُهان دون رقيب ومحاسب هذا ما لا نرضاه في مجتمعنا.
يتعرّض المعلّم للأهانة إثناء وجوده في غرفة الصف التي يتراوح اعداد طلابها بين ثلاثين30 و 35خمسة وثلاثين طالبا, هذا العدد الذي يصعب على أي شخص إدارته بمفرده, فيقوم بعض التلاميذ بالمشاكسة ممّا يعطّل على اصدقائه تحصيلهم العلمي, وهذا ما حصل قبل أيام في الصف الرابع ابتدائي في مدرسة فلسطين التي تقع بجوار مخيّم البرج الشمالي حين عاقبت المعلّمة التلميذ المشاغب وبعد دقائق يقع ارضا ويتهمها بأذيته, لتحاسب على فعلتها من قبل الأم التي لم تتأخّر في اليوم التالي على إهانة المعلّمة أمام الأطفال والأدارة, ومسائلتها من قبل الأنروا, ومن ثمّ يطلب من المعلّمة الأعتذار من الأهل, ودفع تكاليف العلاج , وحتى الحين لم تنتهِ القضية, ليبقى السؤال هل هذا هو الأسلوب الأفضل لتربية أطفالنا وحثّهم على العلم والمعرفة؟ كيف سيكون للمعلّم شخصيته أمام الطالب؟ وما هو دور ادارة االتربية والتعليم في الأنروا حيال تعميم حقوق الطفل دون معرفة واجباته؟
أين دور اللّجان الأهلية والشعبية والمؤسسات الحقوقية لأعادة اللّحمة والأحترام المتبادل بين الأهل والطفل والمعلّم؟
أين دور المعلّمين في قضية المطالبة بحقوقهم؟
لذا على كل الجهات المختصة في الشأن التربوي, والتعليمي ,والتنموي والحقوقي أن يتحمّل المسؤولية والعمل على حل مثل هذه القضايا التي تودي بأطفالنا الى سياسة التجهيل والدونيّة؟
وفي ظل المشكلة الحالية نوجّه النداء الخاص الى المعلّمين في مدارس الأنروا الأعتصام والوقوف الى جانب زملائهم احتجاجا على القوانين المجحفة المتعلّقة بالمعلّم وحقه, وعدم قبول التعرّض للمعلم من أي جهة ما ,سواء من الأطفال أولا , والأهالي ثانيا, وإعتبار الأعتداء عليه إثناء تأدية عمله, إعتداء على الأنروا بحد ذاتها, ويجب المحاسبة وأخذ الأجراءات اللّازمة والسريعة بحقه.
المصدر: منتدى الأعلاميين الفلسطينيين