النازحة أم محمد الدرة لازالت تنتظر الخيمة في مخيم
عين الحلوة
بقلم: برهان ياسين
في إحدى الساحات القليلة في مخيم عين الحلوة وتحديدا
في تجمع السكة أو ما بات يعرف بمخيم العودة يقع أيضا مخيم جديد أنشأه نازحون فلسطينيون
من سوريا ، هو مخيم يشبه تماما عين الحلوة عام 1948 حين سكنوا الخيام وباتوا تحت رحمة
الجمعيات والمؤسسات التي تنهش لحمهم ،وفي زاوية من مخيم النازحين تجلس امرأة أربعينية
مع أطفالها الخمسة فهي لم تجد ولو خيمة صغيرة تحميها من أشعة الشمس ووعورة الأرض.
هي أم محمد الدرة تلك الإمراة التي نزحت قبل يومين
من مخيم سبينه إلى مخيم عين الحلوة جنوبي لبنان علّها تجد في المخيم مكانا آمنا يحميها
من القصف والدمار ونار الأزمة السورية لكن ما وجدته على ارض الواقع مجرد مكان فارغ
من ابسط مقومات الحياة يعيش فيه 12 عائلة في 9 خيام متجاورة لكن تلك الخيام لم تتسع
لها أيضا فوضعت أغراضها أرضا وجلست تنتظر من يؤمن لها مأوى يسترها هي وأطفالها الخمسة.
وليس بعيدا عن تواجد أم محمد تجلس العائلات الباقية
في المكان حيث لا مرحاض ولا ماء وحتى الكهرباء قد لا تصل في معظم الأحيان ،يحاول مختار
المخيم أبو يوسف وصف واقعهم فيقول "لا ندري متى سنفقد احد الأطفال إن لسعته أفعى أو
أي مرض سيصابون بيه جراء الحشرات الموجودة هنا ،معظم النازحين الموجودين هنا أصيبوا
بأمراض جلدية وغيرها ولم نطلق أي علاج طبي حتى اليوم” ،توقفه أم علي متهكمة "ادخلوا
وانظروا إلى القصر الذي نعيش فيه !! في الخيمة الصغيرة : المطبخ والصالون وغرفة النوم
كلها موجودة معا ،كل يوم تأتينا عائلة جديدة ولكن منذ متى لم تأتينا خيمة جديدة!!".
هذا جزء بسيط من قصة النازحين في مخيم "الخيمة”
لكننا سنواصل معهم ليصل صوتهم لكل من له قلب حي إما من ماتت قلوبهم فقد مات أملنا بهم
أيضا.
يتبع ….
المصدر: موقع عاصمة الشتات