النازحون من سوريا في مخيمات صور
بقلم: محمود مصطفي
يوما بعد يوم تزداد معانات النازحين القادمين من سوريا بفعل الحرب المندلعة هناك منذ حوالي العامان، لا يخلو يوم من استضافة المخيمات في منطقة صور وتجمعاتها النازحين وعوائلهم والذين بلغ عددهم لحين اعداد هذا التقرير حوالي ألف عائلة فلسطينية يسكنون في كل مخيمات وتجمعات منطقة صور في ظروف انسانية ومعيشية صعبة، بعضهم يسكن عند اقرباء لهم في المخيمات والبعض استأجر منازل تأويهم من برد الشتاء لحين انتهاء الأزمة، تقصير واضح من قبل الانروا المسؤولة بشكل رئيسي ومباشرعن اغاثة وايواء الفلسطينيين لكنها لم تفعل ذلك حتى هذه اللحظة، فلمن يشكو النازحون همهم ومن يلبي ويسمع صرخاتهم؟
حياة النازحين بين الايواء والاغاثة وأمل العودة الى مخيماتهم
يعيش النازحون حياة صعبة ومريرة في المخيمات الفلسطينية التي هي بالاصل يعاني أهلها من صعوبة الحياة، تقصير من قبل الانروا بتقديم الخدمات وقلة الاعمال وازدياد البطالة بين ابناء المخيمات، تمر الايام والاسابيع والشهور ويبقى النازحون على أمل بالعودة القريبة الى المخيمات التي تركوها بفعل الحرب هناك، غلاء المعيشة وقلة المنازل أو في بعض الاحيان عدم وجودها وتنصل الانروا من مسؤولياتها تجاههم جعلت البعض منهم يعودون الى منازلهم في سوريا مع يقينهم بخطورة الوضع هناك، لكن ما يردده بعضهم "نفضّل أن نموت في منازلنا على أن نعيش عيشة الذل والمهانة"، فقد شهدت بعض المخيمات عودة البعض من النازحين فكان مصيرهم الموت في مخيمات سوريا للأسف، فمن يتحمل مسؤولية ما يجري لاخواننا وأهلنا النازحين؟
توزيع المعونات والمساعدات.. هل هذا ما يريده النازحون فقط؟
منذ بداية الازمة كانت اعداد النازحين قليلة نوعا ما اذا ما قيست بأعدادهم اليوم، في البداية كانت أعدادهم بالعشرات والمئات أما اليوم فبالآلآف، بعض الجمعيات والمؤسسات قدمت وما زالت تقدم بعض المعونات والمساعدات للنازحينن (أغطية وفرش ودفايات وطرود غذائية وأدوية ...) لكن مع تزايد اعداد النازحين وتزايد حاجاتهم ومتطلبات الحياة لديهم فان هذه المساعدات لم تلبي حاجاتهم وانما تخفف عنهم قليلا من معاناتهم ومأساتهم التي حلت بهم، في مخيمات منطقة صور اضافة الى توزيع بعض الجمعيات والمؤسسات قامت حركة المقاومة الاسلامية ـ حماس بفتح مراكز لتسجيل واحصاء النازحين والاطلاع على أوضاعهم وحاجاتهم، فقد قدمت لهم كل ما تستطيع وما زالت تقدم بعض المعونات من (فرش وأغطية ومواد غذائية وتقدم لهم أيضا علاجا وأدوية مجانا من خلال مستوصف حمزة في مخيم البص) كما تعمل حركة حماس على تأمين منازل لبعض النازحين من خلال تواصلها مع بعض الخيرين واصلاح هذه المنازل لتصبح مناسبة لايوائهم، كل هذه المساعدات أمام تفاقم وضع النازحين واستمرار الازمة في سوريا تبقى متواضعة لان حاجاتهم تعجز دول عن تلبيتها، فأين دور وكالة الأنروا وغيرها ممن هم مسؤولن بالدرجة الأولى عن اللاجئيين الفلسطينيين في الشتات؟ فالنازحون لا يطلبون المستحيل وانما همهم أن يعيشو حياة كريمة الى حين عودتهم الى مخيماتهم في سوريا فهم لا يريدون البقاء طويلا أو توطينا في هذا البلد انما حلمهم بالعودة الى فلسطين الحبيبة .
المطلوب من أبناء المخيمات تجاه النازحين
انطلاقاً من حديث النبي صلى الله عليه وسلم "مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى" واجبنا أولا كمسلمين وابناء شعب واحد أن نكون عونا وسنداً لأهلنا النازحين ونعمل على مساعدتهم وتخفيف معاناتهم، فمصابهم مصابنا وما حل بهم يؤلمنا وعلينا ان نقدم لهم كل التسهيلات وان لا نستغلهم بأي أمر من أمور الحياة، فلا نزيد من أجرة المنازل ولا السلع الغذائية ولا نشتري منهم بأبخس الأسعار اذا اضطروا أن يبيعوا شيء من ممتلكاتهم، وعلينا أن نكون سندا لهم وعونا لهم في مصيبتهم هذه الى حين عودتهم الى المخيمات في سوريا ...