الوجود الفلسطيني في لبنان
"للاستخدام"؟!
بقلم: كمال ذبيان
ادخال العامل الفلسطيني في الصراع
الداخلي اللبناني، ليس بالامر الجديد، لان الوجود الفلسطيني كان دائما مادة
للاستعمال، او ورقة للضغط في مفاوضات او تسويات وقد حاول فريق لبنان (اسلامي -
وطني) ان يوظف السلاح الفلسطيني في الصراع على السلطة في لبنان، يقول مصدر سياسي،
كانت له تجربة في الحركة الوطنية، ويعترف ان كل طرف لبناني في الصراع الداخلي، وظف
الوجود الفلسطيني في مشاريعه السياسية.
ومع كل تحول خارجي، او تطور داخلي
يبرز الى الواجهة، الوضع الفلسطيني، وتتجه الانظار الى المخيمات التي ما زالت تحت
سلطة الفصائل الفلسطينية المسلحة، وهي خارج ادارة الدولة واجهزتها الامنية، بالرغم
من الغاء اتفاق القاهرة في العام 1985 من قبل مجلس النواب، الذي اعطى بما يشبه
«الحكم الذاتي» للمخيمات الفلسطينية، وفي العام 1969، وربما يكون هو تسبب في
اندلاع الفتنة، حيث السلاح في المخيمات خارج قرار السلطة الشرعية اللبنانية، اضافة
الى قواعد اخرى في الناعمة وكفرزبد وحلوى، وقد عالجلت طاولة الحوار في العام 2006
هذا الموضوع يقول المصدر، وتوصلت الى خريطة الطريق لالغاء وجود السلاح خارج
المخيمات، لكن لم يطبق قرار او توصية طاولة الحوار التي انعقدت في مجلس النواب،
وتم ربطه بالتسوية الشاملة للمسألة الفلسطينية، في وقت تم تأجيل وضع السلاح في
المخيمات الى وقت لاحق، وربط ايضا بحقوق مدنية للفلسطينيين، لكن ما حصل، ان هذا
السلاح، بات عبئا على المخيمات، لا سيما في عين الحلوة، وهو بات مع مجموعات
اسلامية متطرفة، تقضم من الفصائل الفلسطينية، وتتحكم بالقرار في عين الحلوة، الذي
لم تتمكن اللجان السياسية والامنية والشعبية، من وقف الاغتيالات ومنع التفجيرات
ولجم وقوع اشتباكات.
وكانت معارك مخيم نهر البارد،
النموذج الذي كاد يهدد المخيمات الاخرى، لا سيما عين الحلوة، حيث ينمو «الاسلام
الجهادي» بين الشباب الفلسطيني، مع انكفاء حركة «فتح» بسبب خلافاتها وانقساماتها
يضيف المصدر، وتراجع دور الفصائل ذات التوجه العروبي والعلماني كالجبهتين الشعبية
والديموقراطية والقيادة العامة، وحفاظ «فتح ـ الانتفاضة» على قواعدها، مع خمور
«فتح ـ المجلس الثوري»، واختفاء اي دور بارز لمنظمات اخرى، وهو ما ترك شاكر العبسي
الذي كان في «فتح ـ المركزية» وانتقل الى «الانتفاضة»، ان يأتي من العراق، بعد ان
بايع ابو مصعب الزرقاوي المنتمي الى «القاعدة» التي منها خرج تنظيم «داعش» بقيادة
ابو بكر البغدادي، فحضر العبسي الى لبنان اثناء العدوان الاسرائىلي صيف 2006،
ليقيم في مخيم برج البراجنة، وينتقل الى مخيم شاتيلا القريب، ثم يتوجه الى نهر
البارد لاقامة «امارة اسلامية»، وكي يكون لبنان «ارض جهاد» كما اوصى المسؤول
الثاني في «القاعدة» ايمين الظواهري في ذلك العام، وكان لبنان محط انظاره ليكون
ارضاً للخلافة، مستغلاً انقساماته الداخلية، والصراع المذهبي فيه، لكن هذا المشروع
اسقطه الجيش في معارك نهر البارد، في العام 2007، وهو كان سابقاً لما سمي «الربيع
العربي»، لكنه لم يتوقف، وتم تفعيله مع الاحداث في سوريا، ولن يتوقف.
وان تفجيري برج البراجنة، وزج اسم
المخيم المجاور، وهوية بعض الانتحاريين، محاولة لتوريط فلسطيني، يؤكد المصدر في
فتنة مع فئة من اللبنانيين، وهو مخطط «داعش» ليكون لبنان من ضمن «دولة الخلافة»،
وهو ما قصده بيان «الدولة الاسلامية»، عندما اشار الى الهوية الفلسطينية
للانتحاريين ولم يثبت صحته، لاشعال الحرب بين مخيم برج البراجنة والجوار، لتمتد
الى مخيمات اخرى، وما لم ينجح فيه العبسي عام 2007، تحاول «داعش» تكراره من جديد
سواء في عرسال، او في المخيمات.
المصدر: وطن للأنباء