"انتماء" سراج
الوطن والقضية
بقلم: محمد أبو
ليلى
"انتماء"
العصية على الانكسار والفناء، رافعة هم الوطن والقضية، العاملة على مسار العودة إلى
ربوع الوطن الحبيب فلسطين.
"انتماء"
التي أبت إلاّ أن تدخل في مسار التحدي، بوجه من كان يوماً يزعم أنه القوة التي لا تُقهر،
والقوة التي لا تُهزم، مراهناً على إطالة أمد القضية والصراع حتى يعيش في كنف مقولته
أن كبار فلسطين سيموتون وصغارها سينسون، وهكذا تضيع القضية ويبقى هو بعنجهيته ونفاقه
يستبيح أرض الإسراء لتكون محطة صراع بين الحق والباطل.
ثمانية أعوامٍ
مرّت باتت فيها "انتماء" ذلك السراج المنير.. فزيتها من القدس، وزجاجتها
الناصعة من يافا وفتيلها من عكا، ووهجها المنير يضيء دروب الثائرين الذي ضحوا بدمائهم
وارواحهم من أجل أن تبقى القضية حية في العقول والقلوب، وتنير ظُلمة الزنازين لأسرى
الحرية وجنود الأمعاء الخاوية..
إنتماء سراجٌ ينير
بيوت الثكالى والأرامل والنازحين واللاجئين والملاحقين والمحاصرين الصابرين في مخيمات
اللجوء، وفي الشتات البعيد وكل أولئك الذين ينتظرون بشغف ذلك اليوم الذي يعودون فيه
إلى فلسطين.
هذا النور الذي
أنار درب الأحرار قد أشعل فيهم روح الإصرار والتحدي لاسترداد ما أُخذ بالقوة.. فالعابرون
الذين عبثوا بالهوية والتاريخ يجب أن يعوا تماماً بأنّ الشعب الفلسطيني يأبى النسيان
والخضوع والانكسار، شعبٌ استمدّ جذوره من أعماق التاريخ القريب والبعيد.
وستبقى "انتماء"
النور الذي أنار لنا الدرب ووضعنا في المسار الحقيقي للتحرير والعودة.. نورٌ سيضيء
بالحرية يوماً طالما أنّ في السراج بقية زيت!