انقلابيات
بقلم: د.عصام شاور
تحولت البيانات المتساقطة من
الطائرات إلى وسيلة تواصل الجيش المصري مع الثوار في ميدان رابعة العدوية
و"رمسيس" والنهضة، وغيرها من ميادين الحرية والتحرير وإعادة الشرعية
المختطفة، الإعلام الرسمي وغير الرسمي لم يعد صالحًا لنقل تهديدات السيسي إلى
الجماهير الغاضبة منه؛ لأن إذاعة بيان إلى الثوار عبر الفضائيات هو اعتراف صريح
بالثورة وبحجمها، وبأنها بدأت تؤرق كل الأطراف المشاركة في الانقلاب الهش على
الشرعية.
الانقلابيون أول أمس كان لديهم
مهمتان: الأولى قتل المتظاهرين في "رمسيس"، والثانية إلصاق تهمة القتل
بالثوار المتظاهرين، أي مثلما حدث أمام دار الحرس الجمهوري: قتل المتظاهرين
واتهامهم بالجريمة في الوقت نفسه، وهذا شيء معروف في عهد الدكتاتوريات المصرية، ما
علينا، الإعلام الأسود كعادته كان أنشط وأسرع من القتلة، ولذلك قد ألقت الطائرات
بيانات على رابعة العدوية تتهم فيها الثوار بقتل الأبرياء في "رمسيس"
قبل أن يرتكب الجيش جريمته، هل شاهدتم أغبى وأجرم من انقلاب كهذا؟!
وكالة "معًا"
الفلسطينية تنشر خبراً مفاده أن "الجيش المصري والأهالي يتصدون لجماعة
الإخوان المسلمين في القاهرة، ما أدى إلى عدد من الإصابات والقتلى"، وهذا
دليل على أن من بيننا من يتآمر على الشرعية في مصر، ويتدخل بشكل سافر إلى جانب
الانقلاب على الرئيس المنتخب والعائد بإذن الله الدكتور محمد مرسي، فالمعركة في
القاهرة تدور بين الثوار _وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين_ وبلطجية العلمانية
واليساريين، سواء كانوا من أولئك الذين يلبسون "الكاكي" أم المدني، ولا
فرق بين انقلابي ومتآمر.
في ميدان التحرير أقام الانقلابيون
إفطارات جماعية لفلول مبارك والبلطجية، البلطجة تعيش عصرها الذهبي في ظل الانقلاب،
حبتا تمر وكأس خمر و"تحشيشة" لكل بلطجي، هذا هو شعب السيسي والعلمانية
والغرب، والعاقبة ليست لتلك الأشكال.
من الملاحظ أن النيابة العامة في
مصر أغلقت جميع ملفات الفساد والفاسدين في مصر، وربما تصدر اعتذارًا لجميع
الفاسدين الذين فتحت ملفاتهم، ومن الملاحظ أيضًا أن جميع المحاكم في مصر بعد
الانقلاب على الشرعية تعمل فقط في قضية الإخوان المسلمين، وعلى تكميم الأفواه
ومحاكمة الثوار، قد تستمر هذه المسرحية إلى آخر الشهر أو بضعة أشهر، وسنجد اللص في
مكانه، والشريف في مكانه تحت عدالة الإخوان المسلمين.