باسل جمعة وحسن حداد.. شهيدان على طريق النصر
بقلم: فاطمة علي
صور، لاجئ نت
26، كانون الأول 2012
الإيمان ميزة هذه الأمة, فهي تثق بربها, وتهديه روحها كي تكسب محبته ومرضاته, فنحن أمة قادرة على التغيير, أمة قادرة على فعل المستحيل, وأمة قادرة على تحقيق أحلامها لأنها تؤمن بأن وعد الله حق وبأن نصره أقرب مما كان عليه. في عظيم ما تمر به الأمة من أحداث وفي أسبوع الشهداء الفلسطيني, نستذكر أحبة رحلوا لتمر سنة جديدة على رحيلهم. منذ عامين كانا هنا يحلمان كما يحلم كل فلسطيني بالتحرير والعودة, أحبا القدس والقضية ووضعا حياتهما فداءً لما آمنا به, شهيدان في سبيل التغيير, شهيدان في سبيل الحرية.
باسل وحسن شعلتان أضاءتا فضاءنا, كانا على علم بأن الأمة ستنهض يوماً ما لأن إرادة الشعوب أقوى وأشد من أي ظلم واضطهاد, فها هي ذي الشعوب العربية تعيش النهضة فما تمر به الأمة من ثورات وتغيرات ما هي إلا الدليل على الإرادة العربية القوية, التي تثق بربها, حيث حل الربيع زائراً العالم العربي بمعظمه لا بل بأجمعه وإن لم يبدو كذلك, فقد أدركت الشعوب ضرورة التقدم إلى الأمام لأن المستقبل ملكٌ لمن يثقون بأحلامهم, تلك الأحلام التي لطالما أنشدنوها وحفظوها دون إدراك معانيها الجليلة لأن الخوف والغشاوة التي غطت أعينهم حرمتهم الإحساس بها, وحرمتهم تذوق إرادة تقرير المصير وصنع المستحيل. الشهيدان آمنا بأن الطريق إلى الأقصى وفلسطين تمر عبر البلاد العربية والإسلامية بأجمعها, فالشعب الفلسطيني بحاجة لمن يقف بحانبه أخأً وصديقاً وحامياً ونصيراً, لأن الأقصى وفلسطين ليسا بملك شخصي وإنما هما ملكٌ لكل حر أبي.
شهيدا الحرية, ودعناهما بعميق الحزن والأسى فقد رحلا في وقت كنا أحوج ما نكون به إليهما, عبرى الدنيا حاملان بارقة أمل بإيمانهما وعزمهما وعملهما الصادق, ليثق من حولهما بما يحملان من أحلام وطموحات كبيرة, تمنيا في علنيتهما كما في سرهما أن يحدث التغيير, ذلك التغيير الذي يحرك الشعوب العربية ويغير أنظمتها الفاسدة, التي تواطأة مع الغرب وتآمرت مع الإحتلال الإسرائيلي فأقامت العلاقات الدبلوماسية معه, وأستقبلته على أراضيها بكل إعتزاز وفخر, وكأن العظمة والمجد تتحقق بمد الأيدي لمن سفك دماء العرب منذ عهد النبي الهاشمي وحتى عهدنا وزماننا فإن لم نؤمن بما رواه النبي وصحبه, فالنثق بما تراه وتشهده أعيننا في هذا الزمان, فما يحدث في غزة هاشم من جرائم ومجازر مروعة بحق الشعب الفلسطيني, هو الحقيقة التي يحاولون إخفاءها بالكذب علينا, وقلب الحقائق بجعل المجرم صاحب الحق الأقوى, والمظلوم سافك الدم مهدد السلم في منطقة المشرق العربي.
وداعاً أحبتي الى الخلد الى جوار الرحمن عند عرشه, وداعاً وإن دمعت الأعين لفقدكم وإن حزنت القلوب لوداعكم, فأنتم حصدتم ما زرعتم, تركتم الدنيا وقد أحبكم فيها كل من عرفكم, ودعوكم في موكب مهيب لم يدرك أحد عظمته ومعناه, فقد إجتمعت القلوب التي فرقتها الصراعات تحت لوائكم, كما وتعانقت وتصافحت الأكف الشقيقة التي أبعدها الجشع الدنيوي لتتذكر أن القضية واحدة وأن العدو واحد, فها هي ذي جلسات التحاور بين الإخوة الأشقاء عادة وانطلقت من جديد في القاهرة علها تفلح هذه المرة في إيجاد صيغة وفاق تجمع الصف الفلسطيني, الذي فرقه العدو الصهيوني ليتمكن من تحقيق أطماعه ومآربه في الأرض المقدسة, وليكتمل السيناريو ببناء هيكله المزعوم وهدم أولى القبلتين وثالث الحرمين المسجد الأقصى المبارك.المصالحة الوطنية هي إحدى أوراق التحرير والعودة فالتحفظوها بعيدا عن أيدي الدنس
شهيدا الحرية, أحببتما الشهادة وتغنيتما بها, طلبتماها بصدق من الله تعالى, وسرتما نحوها بكل عزم وثقة دونما خوف من الموت, فما وعدكما الله به أجل وأسمى من البقاء في هذه الدنيا الزائلة, كان الحلم الأكبر لكما أن تطأ أقدامكما عرين الأسود, أرض غزة هاشم لتقاتلا العدو الصهيوني وتستشهدا دفاعاً عن أحبة وأهل يواجهون الموت كل لحظة في سبيل الذود عن هذه الأمة ومقدساتها, شهيدا الحرية الأهل والصحب في شوق إليكما , فمن تركتم خلفكم على العهد والوعد ليحققوا النصر الذي حلمتم به, ولذكروا العالم بالقضية الفلسطينية وبضرورة الدفاع عنها فما ضاع حق وراءه مطالب فحقنا في الأرض شرعي لأننا أصحاب الأرض والهوية ولأننا نؤمن بالوعد والنصر الإلهي الأعظم على بني صهيون في فلسطين والصليبيين في العالم لأنها حرب على الإسلام حرب صليبية كما كان أعلنها بوش خلال حربه على العراق إذاً فنحن أمام مواجهة كبرى مواجهة تحدد مصير الإسلام والمسلمين, فإن بقينا رقود فسيضيع الحلم ببناء الدولة الفلسطينية اولاً والإسلامية ثانياً.