بين الديار والدمار حرف
بقلم: محمد أبو طربوش*
مرة بعد أخرى تطالعنا بعض
الوسائل الإعلامية اللبنانية بأكاذيب وتلفيقات بعيدة كل البعد عن الموضوعية والدقة
في نقل الأخبار،والأدهى من ذلك أنها تنسب المعلومات إلى مصادر أمنية. فقد ورد في جريدة
الدمار،عفواً الديار، أخبار وتلفيقات لا تصدر إلا عن مريد فتنة،خاصةً أن ظروف المرحلة
الحالية لا تحتمل أي فتن، فالفتنة ليست نائمة بل بكامل يقظتها. طالعتنا هذه الجريدة
على أخبار مفادها"أن عدداً كبيراً ويقدر بمئتي عنصر من الأصوليين والسلفيين، ومن
فتح حماس انتقلوا من مخيم عين الحلوة إلى مخيم البداوي للانضمام إلى الجيش السوري الحر،
حيث يتجمع العناصر على ما يبدو في مركز أقيم في مخيم البداوي – بزعم الديار- وأن هذه
العناصر على تنسيق مع قيادة الجيش السوري الحر في التبانة"...
ماذا تريد الديار
من وراء تلفيق الكذب والافتراءات على مخيم البداوي؟ هل تريد أن يصبح مخيم البداوي مخيم
بارد ثان؟ أم تريد أن تشعل فتنة طائفية في لبنان لمصالح ساسة تعمل تحت امرتهم، تبدأ
من مخيم البداوي؟ إن أخبار الفتنة هذه عارية عن الصحة ولا أساس لها لا من قريب ولا
من بعيد، وهي تلفيقات وفبركات بعيدة عن المهنية والمصداقية تدخل في إطار أجندات مشبوهة،
وتهدف إلى الإتجار بدماء الفلسطينيين والإساءة لأمن المخيمات وتشويه صورتها، وتخريب
العلاقات الأخوية مع الدولة المضيفة ومع الجوار اللبناني من خلال بانوراما أمنية افتراضية
من نسج الخيار أو تسريبات لمصالح مشبوهة، أو للكسب المالي والتسويق التجاري الرخيص.
وهنا لا بد من إعادة التأكيد على أن جميع الفصائل الفلسطينية في لبنان متوافقة على
حيادية الموقف الفلسطيني الرسمي والفصائلي والشعبي باعتبار الفلسطينيين خارج التجاذبات
اللبنانية الداخلية والإقليمية المحيطة، وحريصة على أمن واستقرار لبنان وهي على تواصل
مستمر مع جميع الأطراف اللبنانية لتحقيق مصلحة شعبا وقضيتنا، وأن وجهة الفلسطينيين
كانت ولا زالت فلسطين ومواجهة العدو الصهيوني. حقيقة إن هذه الفبركات الإعلامية وأخواتها
جد خطيرة، ولا بد من خطوات عملية لردع ومحاسبة هذه الجريدة الأفاكة الكذبة ملفقة الفتنة،
ولا بد من الفصائل الفلسطينية بكافة أطيافها بمحاسبة جريدة الديار وملاحقتها قضائياً
بتهمة تلفيق وتزوير وإشاعة معلومات كاذبة وزرع الفتن حتى تكون عبرة لغيرها.
* رئيس تحرير
جريدة البراق